للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببَلخٍ وافَقَ المِقَدارُ يُسْرِي ... وما لقضاءِ ربكِ مِنْ دفاع

فجودِي عَينُ بالعَبَراتِ سَحًّا ... أَلم يُحْزنْكِ تَفْرِيقُ الجماع!

أتَاهُ حِمامُهُ في جوف صِيغٍ ... وكم بالصيغِ من بطل شجاع!

كتائبُ قد يُجيبُونَ المنادي ... علي جُرْدٍ مسوّمة سراع

سُقِيتَ الغيث إِنَّك كنت غيثًا ... مَريعًا عِندَ مُرْتَاد النَّجاع

وقال سليمان بن قتّة مولي بني تيم بن مرة- وكان صديقًا لأسد:

سَقَي الله بلْخًا، سَهْلَ بلخ وحَزْنَها ... ومَرْوَيْ خُراسانَ السَّحابَ المُجمَّمَا

ومَا بي لِتُسْقَاهُ ولكنَّ حُفرَةً ... بها غَيَّبُوا شِلْوًا كِريمًا وأعظُمًا

مُراجِمَ أقوامٍ ومُرْدِي عَظِيمةٍ ... وطَلَّابَ أَوتارٍ عِفرْنًا عَثَمثَما

لقد كان يُعطي السَّيْفَ في الرَّوع حَقَّهُ ... ويُرْوي السنانَ الزَّاغبيَّ المُقَوَّما (١)

* * *

[أمر شيعة بني العباس بخراسان]

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة وجّهت شيعة بني العباس بخراسان إلي محمد بن عليّ بن العباس سليمانَ بن كثير ليعلمه أمرهم وما هم عليه.

[ذكر الخبر عن سبب توجيههم سليمان إلى محمد]

وكان السبب في ذلك موجِدة كانت من محمد بن عليّ علَي مَنْ كان بخُراسان من شيعته من أجل طاعتهم، كانت لخداش الذي ذكرنا خبره قبل وقبولهم منه ما روي عليه من الكذب؛ فترك مكاتبتهم؛ فلما أبطأ عليهم كتابُه، اجتمعوا فذكروا ذلك بينهم؛ فأجمعوا علي الرِّضا بسليمان بن كَثير ليلقاه بأمرهم، ويخبره عنهم، ويرجع إليهم بما يردّ عليه؛ فقدم -فيما ذكر- سليمان بن كَثير علي محمد بن عليّ وهو متنكّر لمن بخُراسان من شيعته، فأخبره عنْهم، فعنّفهم في اتّباعهم خداشًا وما كان دعا إليه، وقال: لعن الله خداشًا ومَنْ كان علي ديِنه! ثم صرف سليمان إلي خراسان، وكتب إليهم معه كتابًا، فقدم عليهم، ومعه


(١) هذا الخبر الطويل (٧/ ١٣٩ - ١٤١] ذكره الطبري بلا إسناد وكذلك ذكره ابن كثير بلا إسناد [البداية والنهاية ٧/ ٢٠١].

<<  <  ج: ص:  >  >>