للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٧٨ - وأمّا أبو معشر فإنه قال - فيما حدّثني أحمد بن ثابت الرازيّ عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عنه، قال: كانت قبرُس سنة ثلاث وثلاثين، وقد ذكرنا قول مَنْ خالفه في ذلك، والخبرَ عن قُبْرس.

وفيها: كان تسيير عثمان بن عفان مَنْ سيّر من أهل العراق إلى الشأم (١). (٣١٧: ٤).

ذكر تسيير مَن سير من أهل الكوفة إليها

٧٧٩ - اختلف أهلُ السير في ذلك، فأما سيف فإنّه ذكر فيما كتب به إليّ السريّ عن شعيب، عنه، عن محمد، وطلحة، قالا: كان سعيد بن العاص لا يغشاه إلّا نازلة أهل الكوفة، ووجوه أهل الأيام وأهل القادسيّة، وقرّاء أهل البصرة، والمتسمِّتُون، وكان هؤلاء دخْلته إذا خلا، فأما إذا جلس للناس؛ فإنه يدخل عليه كلّ أحد، فجلس للناس يومًا، فدخلوا عليه؛ فبينا هم جلوس يتحدّثون قال خُنَيس بن فلان: ما أجود طَلحة بن عبيد الله! فقال سعيد بن العاص: إنّ من له مثل النّشاسْتَج لحقيق أن يكون جوادًا؛ والله لو أنّ لي مثله لأعاشكم الله عيشًا رغدًا. فقال عبد الرحمن بن خُنَيس - وهو حَدث: والله لوددتُ أنّ هذا الملْطاط لك - يعني: ما كان لآل كسرى على جانب الفرات الذي يلي الكوفة - قالوا: فضّ الله فاك! والله لقد هممنا بك، فقال: خُنيس غلام فلا تجازوه، فقالوا: يتمنى له من سوادنا! قال: ويتمنّى لكم أضعافه، قالوا: لا يتمنى لنا ولا له، قال: ما هذا بكم! قالوا: أنت والله أمرتَه بها، فثار إليه الأشتر، وابن ذي الحبَكة، وجندَب، وصَعْصعة، وابن الكوّاء، وكُمَيل بن زياد، وعُمير بن ضائي؛ فأخذوه فذهب أبوه ليمنع منه فضربوهما حتى غُشي عليهما، وجعل سعيد يناشدهم، ويأبوْن، حتى قضوا منهما وطَرًا، فسمعت بذلك بنو أسد، فجاؤوا وفيهم طليحة، فأحاطوا بالقَصْر، وركبت القبائل، فعاذوا بسعيد، وقالوا: أفلِتنا، وخلِّصنا.

فخرج سعيد إلى الناس، فقال: أيّها الناس! قوم تنازعوا، وتهاوَوا، وقد


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>