أولًا: حرص أمير المؤمنين الرشيد على الجهاد وحفظ ثغور المسلمين اقتداءً بابن عمّه خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين من بعده. أخرج الخطيب البغدادي من طريق إبراهيم بن الجنيد قال سمعت علي بن عبد الله يقول قال أبو معاوية الضرير حدثتُ هارون الرشيد بهذا الحديث يعني [قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: وددت أني أُقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أُقتل] قال: فبكى هارون حتى انتحب ثم قال يا أبا معاوية ترى لي أن أغزو؟ قلت يا أمير المؤمنين مكانك في الإسلام أكبر ومقامك أعظم ولكن ترسل الجيوش قال أبو معاوية: وما ذكرت النبي - صلى الله عليه وسلم - بين يديه إلَّا قال صلى عليه على سيدي [تأريخ بغداد ١٤/ ٧] قلت وإبراهيم بن الجنيد البغدادي ثقة وشيخه ابن المديني وشيخ شيخه راوي الخبر من رجال الصحيح. والمتتبع لسيرة الرشيد يرى أنه كان يحج عامًا ويغزو عامًا كما قال الشاعر: وأكثر ما يعني به الغزو والحج [صحيح تأريخ الطبري ٨/ ٢٣٤] وقد توفي وهو يشرف على المجاهدين ويعبئهم ويقودهم في تخوم خراسان فرحمه الله تعالى. آمين. =