للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر بعض سير الرشيد (١)


(١) أورد الطبري رحمه الله أخبارًا كثيرة في مناقب الرشيد وسيره استغرقت الصفحات (٨/ ٣٤٧ وحتى ٨/ ٣٦٤) وعلى عادته فقد ذكر هذه الأخبار بأسانيد منقطعة مسلسلة بالمجاهيل وأحيانًا بلا إسناد وحتى لا نحيد عن المنهج الصحيح في قبول الروايات التأريخية فإننا سجلناها جميعًا في قسم المسكوت عنه والضعيف حتى لو كانت الروايات في مناقبه فكما أننا لا نقبل الروايات المكذوبة في قسم الصحيح فكذلك لا نقبل الروايات الأخرى في مناقبه في قسم الصحيح لأن أسانيدها كذلك غير صحيحة ولكي تتكون لدينا صورة أقرب إلى الواقعة التأريخية وأقرب إلى الصحة من غيرها فإننا حاولنا أن نجمع ما استطعنا من روايات صحيحة الإسناد أو روايات مسندة موصولة ضعيفة ولكن ضعفًا خفيفًا أو ما ورد من طرق تتعاضد كما فعلنا في (ذكر سير المنصور) وندعم الروايات كذلك بآراء الحفاظ المؤرخين من أعلام الإسلام كالذهبي وابن كثير وغيرهما.
أولًا: حرص أمير المؤمنين الرشيد على الجهاد وحفظ ثغور المسلمين اقتداءً بابن عمّه خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين من بعده.
أخرج الخطيب البغدادي من طريق إبراهيم بن الجنيد قال سمعت علي بن عبد الله يقول قال أبو معاوية الضرير حدثتُ هارون الرشيد بهذا الحديث يعني [قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: وددت أني أُقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أُقتل] قال: فبكى هارون حتى انتحب ثم قال يا أبا معاوية ترى لي أن أغزو؟ قلت يا أمير المؤمنين مكانك في الإسلام أكبر ومقامك أعظم ولكن ترسل الجيوش قال أبو معاوية: وما ذكرت النبي - صلى الله عليه وسلم - بين يديه إلَّا قال صلى عليه على سيدي [تأريخ بغداد ١٤/ ٧] قلت وإبراهيم بن الجنيد البغدادي ثقة وشيخه ابن المديني وشيخ شيخه راوي الخبر من رجال الصحيح.
والمتتبع لسيرة الرشيد يرى أنه كان يحج عامًا ويغزو عامًا كما قال الشاعر: وأكثر ما يعني به الغزو والحج [صحيح تأريخ الطبري ٨/ ٢٣٤] وقد توفي وهو يشرف على المجاهدين ويعبئهم ويقودهم في تخوم خراسان فرحمه الله تعالى. آمين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>