للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الخبر عن سبب سقوط الخاتم من يد عثمان في بئر أريس (١) أخبار أبي ذرّ رحمه الله تعالى

وفي هذه السنة -أعني: سنة ثلاثين- كان ما ذكر من أمر أبي ذرّ ومعاوية، وإشخاص معاوية إيّاه من الشام إلى المدينة، وقد ذكر في سبب إشخاصه إيّاه منها إليها أمور كثيرة، كرهت ذكر أكثرها (٢). (٤: ٢٨٣).


(١) ذكر الطبري رواية في تغيير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمه بأمر من جبريل ثم اتخاذه خاتمًا من ورق ... إلخ.
ولقد ذكرنا تلك الرواية في قسم الضعيف وفي إسنادها عبد الله بن عيسى الخزاز (أبو خلف) وهو منكر الحديث. ولقد جاءت في روايته أمور فيها نكارات وأمور أخرى لها ما يشهد لها سنذكرها هاهنا:
كما أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتمًا من ذهب أو فضة .. الحديث وفي آخره: فلبس الخاتم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان حتى وقع من عثمان في بئر أريس (فتح الباري ١٠/ ٣٣١).
وفي رواية أخرى عند البخاري عن أنس رضي الله عنهما: فلما كان عثمان جلس على بئر أريس قال: فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط. قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان فننزح البئر فلم نجده (الفتح ١٠/ ٣٤١) (ح / ٥٨٧٩) والله تعالى أعلم.
وأخرجه مسلم في صحيحه (٢٠٩١/ ٥٤) باب لُبْس النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا من ورق نقشه محمد رسول الله ولُبْس الخلفاء له من بعده.
وأخرج مسلم كذلك (٢٠٩٢/ ٥٦) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب إلى الروم قال: قالوا: إنهم لا يقرؤون كتابًا إلا مختومًا. قال: فاتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا من فضة كأني أنظر إلى بياضه في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقشه: محمد رسول الله.
(٢) (وهذا يعني: أن الطبري استشنع روايات باطلة كثيرة روجها المبتدعة فلم يروها رحمه الله) ولقد ذكرنا رواية الطبري من طريق شعيب عن سيف (٤/ ٧٢٥) في قسم الضعيف لما فيها من نكارة وأما ما فيها من أمور صحيحه فسنذكر لها شواهد (وأعني خلاف معاوية وأبي ذر وخروج الأخير إلى الربذة بعد استئذان الخليفة).
١ - فقد أخرج البخاري في صحيحه عن زيد بن وهب قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب فقلت: نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك ما كتب إلى عثمان رضي الله عنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>