للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتاهم، فاجتمعوا على رأي فأصدروه، ثم دخلوا على الوليد - وكان ليس عليه حجَّاب - فدخل عليه أبو زينب الأزديّ وأبو مورِّع الأسديّ، فسلَّا خاتَمه، ثم خرجا إلى عثمان، فشهدا عليه؛ ومعهما نفر ممن يعرف من أعوانهم. فبعث إليه عثمان، فلما قدم أمر به سعيدَ بن العاص، فقال: يا أميرَ المؤمنين! أنشدك الله! فوالله إنهما لخصمان موتوران.

فقال: لا يضرّك ذلك؛ إنما نعمل بما ينتهي إلينا، فمن ظلَم فالله وليّ انتقامه، ومن ظُلِم فالله وليّ جزائه (١). (٤: ٢٧٥/ ٢٧٦).

* * *


(١) إسناده ضعيف ولكن أصل القصة في قتل الساحر أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب بسند حسن عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت الذي يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فيرى أنه يقطع رأس رجل ثم يعيده فقام إليه جندب بن كعب فضرب وسطه بالسيف، وقال: قولوا له فليحي نفسه الآن، قال: فحبس الوليد جندبًا وكتب إلى عثمان رضي الله عنه، فكنب عثمان أن خلّ سبيله فتركه.
أما اتهام أهل الكوفة للوليد بن عقبة فقد أخرج البخاري (٧/ ٢٢٦) ومسلم (١١/ ٢١٩) عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له: ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة وكان أكثر الناس فيما فعل به ... الحديث. وفيه قال عثمان: يابن أخي، أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا، ولكن قد خلص إليَّ من عمله ما خلص إلى العذراء في سترها، قال: فتشهد عثمان فقال: إن الله قد بعث محمدًا بالحق، وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله، وآمنت بما بعث به محمد - صلى الله عليه وسلم - وهاجرت الهجرتين المباركتين قلت - وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبايعته، والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله، ثم استخلف الله أبا بكر فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استخلف عمر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلفت أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم عليّ؟ قال: بلى! قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ ! فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق. قال: فجلد الوليد أربعين جلدة وأمر عليًّا أن يجلده وكان هو يجلده.

<<  <  ج: ص:  >  >>