للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسدَ والبغي، وقالوا: لم يلق محمدٌ من يُحْسنُ القتال؛ ولو لقيَنَا؛ لاقى عندنا قتالًا لا يشبهه قتال أحد؛ وأظْهَرُوا نقْضَ العهد (١). (٢: ٤٧٩).

غزوة بني قينُقاع

١٥٥ - فحدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمَّد بن إسحاق، قال: كان من أمر بني قينُقاع: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جمعهم بسوق بني قَينُقَاع، ثم قال: يا معشر اليهود، احْذرُوا من الله عزّ وجلّ مثل ما نزل بقريش من النِّقْمة، وأسلموا؛ فإنَّكم قد عرفتم أني نبيٌّ مُرْسَلٌ تجدون ذلك في كتابكم؛ وفي عهد الله إليكم. قالوا: يا محمَّد؛ إنَّك تُرَى أنا قومك! لا يغرَّنَّك أنك لقيت قومًا لا علْم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة؛ إنا والله لئن حاربناك لتعلمَنَّ أنَّا نحن الناس (٢). (٢: ٤٧٩).

١٥٦ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمَّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن بني قينُقاع كانوا أوّلَ يهود نقضوا ما بينهم وبين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وحاربوا فيما بين بدر وأحد.

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: فحاصرَهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبيّ بن سَلُول حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمَّد، أحْسنْ في مواليَّ - وكانوا حلفاء الخزرج - فأبطأ عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمَّد، أحسنْ في مواليّ، فأعرض عنه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قال: فأدخل يده في جَيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرسلني، وغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأوْا في وجهه ظلالًا -يعني تلوّنًا - ثم قال: ويحك أرسلني! قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن إلى مواليّ. أربعمئة


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف ورواه ابن إسحاق معلقًا وكذلك أخرجه ابن هشام في السيرة (١/ ١٢٠) والحديث أخرجه البيهقي في الدلائل (٣/ ١٧٣) وأبو داود في سننه (باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة / ح ٣٠٠١) من طريق ابن إسحاق وفي إسناده محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت مدني مجهول من السادسة تفرد عنه ابن إسحاق (تحرير التقريب ٣ / ت ٦٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>