للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شيء، فقال له: إنما كانت له بيْعة في عُنقي؛ قال: فغَضِب وانتفَخَ حتى سَقَط أحد طَرَفي رِدائه عن مَنكِبه، فقال: يا سعيد، ألم أقدَم مكة فَقتلتُ ابنَ الزّبير، ثم أخذت بيعةَ أهلِها، وأخذتُ بيعتَك لأمير المؤمنين عبدِ الملك! قال: بلى، قال: ثم قدمتُ الكوفَة واليًا على العراق، فجدّدت لأمير المؤمنين البيعة، فأخذتُ بيَعتَك له ثانيةً! قال: بلى؛ قال: فتنْكث بيْعَتين لأمير المؤمنين، وتَفي بواحدة للحائِك ابنِ الحائك! اضرِبا عنقَه؛ قال: فإياه عَنى جرير بقوِله:

يا رُبَّ نَاكِثِ بَيعَتَينِ تَرَكْتَهُ ... وخِضابُ لحيَتِهِ دَمُ الأَوداج

(٦/ ٤٨٩ - ٤٩٠).

وذكر عتّاب بن بِشْر، عن سالم الأفطس، قال: أتِيَ الحجاج بسَعيد بن جُبَير وهو يريد الركوب وقد وضع إحدى رِجْليه في الغَرْز - أو الركاب - فقال: واللهِ لا أركب حتى تَبوءَ مقعَدك من النار، اضربوا عنقَه، فضُرِبت عنقُه، فالتبس مكانَه، فجعل يقول: قيودُنا قيودُنا، فظَنّوا أنه قال: القيود التي على سَعِيد بن جبير، فقَطعُوا رِجْليه من أنصاف ساقَيْه وأخَذُوا القيود. (٦/ ٤٩٠).

قال محمدُ بن حاتم: حدّثنا عبدُ الملك بنُ عبد الله عن هلال بن خَبّاب قال: جيء بسعيد بن جُبَير إلى الحجاج، فقال: أكتَبْتَ إلى مصعب بن الزبير؟ قال: بل كتَب إليّ مصْعَب؛ قال: والله لأقتلنك؛ قال: إنّي إذًا لَسعيد كما سمّتني أمي! قال: فقَتله؛ فلم يَلْبَث بعدَه إلّا نحوًا من أربعين يومًا، فكان إذا نام يراه في منامِه يأخذ بمَجامع ثوبِه فيقول: يا عدّو الله، لِمَ قتلتني؟ فيقول: ما لي ولسعيد بن جُبَير! ما لي ولسعيد بنِ جُبيرَ! (١). (٦/ ٤٩٠ - ٤٩١).

[ثم دخلت سنة خمس وتسعين ذكر الأحداث التي كانت فيها]

وفيها بنيت واسط القصب في شهر رمضان.

وفيها انصرف موسى بن نُصَير إلى إفريقية من الأندلس، وضحى بقصر الماء - فيما قيل - على ميل من القيروان. (٦/ ٤٩٢).


(١) فيه عبد الملك بن عبد الله، قال الذهبي: شيخ مجهول (ميزان الاعتدال) (ترجمة ٥٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>