١٦٢/ أ- كتب إليَّ السري عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وأبي سفيان طلحة بن عبد الرحمن، والمهلب بن عقبة، قالوا: ولما قدم الوليد بن عقبة من عند خالد على أبي بكر رحمه الله بما بعث به إليه من الأخماس؛ وجهه إلى عياض، وأمده به، فقدم عليه الوليد، وعياض، فحاصرهم وهم محاصروه، وقد أخذوا عليه بالطريق فقال له: الرأي في بعض الحالات خير من جند كثيف، ابعث إلى خالد فاستمده، ففعل فقدم عليه رسوله غِبَّ وقعة العين مستغيثًا، فعجل إلى عياض بكتابه، من خالد إلى عياض إياك أريد:
لبث قليلًا تأتك الحلائب ... يحملن آسادًا عليها القاشب
كتائب يتبعها كتائب (١)(٣: ٣٧٧)
خبر دُومَة الجَنْدَل
١٦٣ - قالوا: ولما فرغ خالد من عَيْن التَّمْر؛ خلَّف فيها عُوَيْم بن الكاهل الأسلميّ، وخرج في تعبيته الَّتي دخل فيها العين؛ ولمَّا بلغ أهلَ دُومة مَسيرُ خالد إليهم، بعثوا إلى أحزابهم من بَهْراء، وكلْب، وغسَّان، وتَنُوخ، والضَّجاعم، وقبلُ ما قد أتاهم وَديعة في كلْب، وبَهراء، ومساندُه ابن وَبَرة بن رُومانس، وآتاهم ابن الْحدرجان في الضَّجاعم، وابن الأيْهَم في طوائف من غَسَّان وتَنْوخ، فأشْجَوْا عياضًا وشجُوا به.
فلما بلغهم دنوّ خالد؛ وهم على رئيسين: أكَيْدر بن عبد الملك، والجُوديّ بن ربيعة، اختلفوا، فقال أكيدر: أنا أعلمُ النَّاس بخالد؛ لا أحد أيمنُ طائرًا منه، ولا أحدّ في حرب، ولا يرى وجه خالد قوم أبدًا قَلُّوا أو كثروا إلاّ انهزموا عنه؛ فأطيعوني، وصالحوا القوم. فأبوْا عليه، فقال: لن أمالئكم على حرْب خالد، فشأنكم!
فخرج لطيَّته، وبلغ ذلك خالدًا؛ فبدث عاصمَ بن عمرو معارضًا له، فأخذه فقال: إنَّما تلقّبْت الأمير خالدًا، فلمَّا أتى به خالدًا أمر به فضُرِبت عنقُه، وأخذ ما كان معه من شيء، ومضى خالدٌ حةى ينزل على أهل دُومة، وعليهم الجوديّ بن