للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الحِصْن ومعه عَقَّة أسير، وعمرو بن الصَّعِق، وهم يرجون أن يكون خالد كمَن كان يغير من العرب، فلما رأوْه يحاولهم سألوه الأمان. فأبى إلاّ على حُكمِه فسَلموا له به. فلما فتحوا دفعهم إلى المسلمين فصاروا مساكاً، وأمر خالد بعقَّة وكان خفير القوم فضُربت عنُقه ليُوئس الأسراءَ من الحياة، ولما رآه الأسراءُ مطروحاً على الجسر يئسوا من الحياة، ثم دعا بعمرو بن الصَّعق فضرب عنقَه، وضرب أعناق أهل الحصْن أجمعين. وسبَى كلّ من حوى حصنهم، وغنمِ ما فيه، ووجد في بيعتهم أربعين غلاماً يتعلَّمون الإنجيل، عليهم باب مُغْلق؛ فكسره عنهم، وقال: ما أنتم؟ قالوا: رُهُن، فقسمهم في أهل البلاء؛ منهم أبو زياد مولى ثَقيف، ومنهم نُصَيْر أبو موسى بن نصَير، ومنهم أبو عمرة جدّ عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر، وسيرين أبو محمد بن سيرين، وحُرَيث، وعُلاثة. فصار أبو عمرة لشُرَحْبيل بن حَسَنة، وحُريث لرجل من بني عباد، وعلاثة للمعنَّى، وحُمران لعثمان. ومنهم عمير، وأبو قيس؛ فثبت على نسبه من موالىِ أهل الشأم القدماء، وكان نُصير يُنسب إلى بني يشكر، وأبو عمْرة إلى بني مُرّة، ومنهم ابن أخت النَّمِر (١) (٣: ٣٧٦/ ٣٧٧).


(١) إسناده ضعيف، ومسألة فتح عين التمر عنوة ذكرها البلاذري كذلك في فتوح البلدان بصيغة الجزم بدون إسناد، أما الصلح فقد ذكره بصيغة التمريض إذ قال: وقد قيل: إنّ خالداً صالح أهل حصن عين التمر (فتوح البلدان/ ٣٤٦) وأخرج كذلك: حدثني الحسين بن الأسود قال: حدثني يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح، عن أشعث عن الشعبي قال: صالح خالد بن الوليد أهل الحيرة وأهل عين التمر وكتب بذلك إلى أبي بكر فأجازه.
قال يحيى: فقلت للحسن بن صالح أفأهل عين التمر قبل أهل الحيرة، إنما هو شيء عليهم وليس على أراضيهم شيء فقال: نعم (فتوح البلدان/ ٣٤٧).
وهذه الرواية ضعيفة لأنها من طريق شيخ البلاذري الحسين بن الأسود وهو إلى الضعف أقرب فقد ضعفه غير واحد. وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن حبان ولكن المتن صحيح فقد أخرجه يحيى بن آدم في كتاب الخراج قال: حدثنا حسن بن صالح عن أشعث عن الشعبي قال: صالح خالد بن الوليد أهل الحيرة وأهل عين تمر قال: وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فأجازه (الخراج/ ٥٢/ ح ١٤١). وقال يحيى: قلت للحسن بن صالح: فأهل عين التمر مثل أهل الحيرة، إنما هو شيء عليهم وليس على أراضيهم شيء فال: نعم (كتاب الخراج/ ٥٢/ ح ١٤٢).
قلنا: ومما لا شك فيه: أن عامر الشعبي رحمه الله كان خبيراً بأمور الخراج وغير ذلك مما ترتب على الفتوح الإسلامية كلما أخرج يحيى بن آدم. قال: حدثنا شريك: وكان عامر من أخبر الناس بهذه الأمور (كتاب الخراج/ ٤٩/ ح ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>