للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر خبر أهل البَحْرَين وردّة الحُطَم ومَن تجمّع معه بالبحرين

٢٧ - قال أبو جعفر: وكان فيما بلَغنا من خَبَر أهل البحرين وارتداد مَنِ ارتدّ منهم كما حدثنا عبيد الله بن سعد، قال: أخبرَنا عَمّي يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرنا سَيف، قال: خرج العَلاء بن الحضرميّ نحو البحرين؛ وكان من حديث البحرين: أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والمنذر بن ساوى اشتكيا في شهر واحد، ثم مات المنذر بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بقليل، وارتدّ بعده أهلُ البحرين، فأمَّا عبد القيس ففاءت، وأمَّا


= مسيلمة ولقد قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت وما غيّرت ولا بدلت. وهذه الرواية وإن كانت من طريق الواقدي ولكنها أقوى من رواية الطبري من طريق سيف في بيان السبب الذي دفع خالدًا إلى استبقائه، والسبب هنا أوجه وذلك أنه أقسم لخالدٍ أنه لم يرتد ولا زال على إسلامه ولا ينفي أنه من كبار ووجهاء بني حنيفة فاستعان به خالد على رجوع قومه إلى الإسلام.
١١ - وأما ثمامة بن أثال فقد ترجم له الحافظ في الإصابة وقال: حديثه في البخاري من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ... الحديث وفيه إسلام ثمامة ... ثم قال الحافظ في نهاية ترجمته: وروى ابن مندة من طريق علباء بن أحمر، عن عكرمة عن ابن عباس قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليامة ومنعه عن قريش ونزول قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: ٧٦] وإسناده حسن. (الإصابة في تمييز الصحابة ١/ ٥٢٦/ ت ٩٦٣).
١٢ - أما البراء بن مالك بن النضر الأنصاري أخو أنس بن مالك فقد ترجم له الحافظ في الإصابة وأخرج روايتين في مساهمته في يوم اليمامة فقال الحافظ: وفي تأريخ السّراج من طريق يونس عن الحسن وعن ابن سيرين عن أنس: أن خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة: قم يا براء قال: فركب فرسه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، وإنما هو الله وحده والجنة، ثم حمل وحمل الناس معه. فانهزم أهل اليمامة فلقي البراء محكم اليمامة فضربه البراء وصرعه فأخذ سيف محكم اليمامة فضرب به حتى انقطع.
ثم قال الحافظ ابن حجر: وروى البغوي من طريق أيوب عن ابن سيرين عن أنس بن البراء قال: لقيت يوم مسيلمة رجلًا يقال له حمار اليمامة رجلًا جسيمًا بيده السيف أبيض، فضربت رجليه، فكأنما أخطأته وانقعر، فوقع على قفاه، فأخذت سيفه وأغمدت سيفي، فما ضربت به ضربة حتى انقطع [الإصابة في تمييز الصحابة ١/ ٤١٣ / ت ٦٣٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>