وِإنْ يَكُنْ أَرْطَبُونُ الرُّومِ قَطعَها ... فقَدْ تَرَكتُ بها أوصالَه قِطَعا
وقال زياد بن حنظلة:
تَذَكَّرتُ حربَ الرُّومِ لمّا تَطاوَلَتْ ... وإذ نَحْنُ في عامٍ كثيرٍ نزائِلُهْ
وإذ نَحنُ في أرضِ الحجازِ وبَيْنَنا ... مسِيرَةُ شَهْرٍ بَيْنَهُنَّ بَلابِلهْ
وإذْ أرْطَبُون الرُّومِ يَحْمِي بِلادَهُ ... يحاوِلهُ قَرْمٌ هُناكَ يُساجِلُهْ
فلمَّا رأى الفاروق أزْمان فَتْحِها ... سما بِجُنودِ الله كَيْما يُصاوِلهْ
فلمَّا أَحَسّوه وخافوا صِوالهُ ... أتَوْهُ وقالوا أَنْتَ مِمَّنْ نُواصِلهْ
وألْقَتْ إِلَيْهِ الشام أفْلاذَ بَطْنِها ... وعَيْشًا خَصيبًا ما تُعدُّ مَآكِلهْ
أباحَ لَنا ما بيْنَ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ ... مواريث أَعْقابٍ بَنَتْها قَرَامِلهْ
وكَمْ مُثْقَلٍ لَمْ يَضْطلعْ باحْتِمالِهِ ... تحَمَلَ عِبْئًا حينَ شالَتْ شَوائلهْ
وقال أيضًا:
سَما عُمَرٌ لما أتْتهُ رَسائلٌ ... كأصْيَدَ يَحْمِي صرْمةَ الحَيّ أغيَدَا
وقد عَضَّلتْ بالشَّأمِ أَرْضٌ بأَهلِها ... تريدُ من الأقوامِ مَن كان أَنجَدَا
فلمَّا أتاهُ ما أتاهُ أجابَهُمْ ... بجْيشٍ تَرَى مِنهُ الشَّبائِك سُجّدَا
وأقبَلَتِ الشامُ العَريضَةُ بِالذي ... أراد أبَّوَ حفص وأزكى وأزْيَدَا
فقَسَّطَ فيما بَيْنَهُمْ كلَّ جِزْيَةٍ ... وكلَّ رِفادٍ كان أهْنَا وأَحْمَدا (١)
(٢: ٦١٢/ ٦١٣).
[دكر فرض العطاء وعمل الديوان]
٣٩٨ - قال أبو جعفر الطبريّ: كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلّب، وزياد، والمجالد، وعمرو، عن الشعبيّ، وإسماعيل عن الحسن، وأبي ضمْرة عن عبد الله بن المُستورد عن محمد بن سيرين، ويحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب، والمستنير بن يزيد عن إبراهيم، وزهرة عن أبي سلمة، قالوا: فرض عمر العطاء حين فرض لأهل الفيء الذين أفاء الله عليهم؛ وهم أهل المدائن، فصاروا بعدُ إلى الكوفة، انتقلوا عن المدائن إلى الكوفة والبَصْرة ودمشق وحِمْص والأردنّ وفلسطين ومِصر، وقال:
(١) إسناده ضعيف جدًّا.