للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة إحدى وسبعين ذكر ما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك مسيرُ عبد الملك بن مَرْوان فيها إلى العراق لحرب مُصعب بن الزبير (١). [٦: ١٥١].

فحدّثني عمر بن شَبّة، قال: حدّثني عليّ بن محمد، قال: أقبل عبدُ الملك من الشأم يريد مُصعبًا -وذلك قبل هذه السنة، في سنة سبعين- ومعه خالد بن عبد الله بن خالد بن أسِيد، فقال خالد لعبد الملك: إن وجَّهتَني إلى البصرة وأتْبعْتَني خيلًا يسيرة رجوتُ أن أغلب لك عليها. فوجَّهه عبد الملك، فقدمها مستخفيًا في مواليه وخاصّته، حتى نزل على عمرو بن أصمع الباهليّ (٢). (١٥٢: ٦).

قال عمر: قال أبو الحسن: قال مسلمة بن محارب: أجار عمرو بن أصمع خالدًا، وأرسل إلى عبَّاد بن الحُصين وهو على شُرطة ابن معمرَ -وكان مُصعب إذا شخص عن البصرة استخلَف عليها عبيدَ الله بن عبيد الله بن معمر- ورجا عمرو بن أصمع أن يبايعه عبَّاد بن الحُصين- بأنّي قد أجَرْتُ خالدًا فأحببت أن تعلم ذلك لتكون لي ظَهرًا. فوافاه رسولُه حين نزل عن فرسه، فقال له عبّاد: قل له: والله لا أضع لبدَ فرسي حتى آتيَكَ في الخيل. فقال عمرو لخالد: إني لا أغرّك، هذا عبَّاد يأتينا الساعة، ولا والله ما أقدر على منعك، ولكن عليك بمالك بن مسْمَع.

قال أبو زيد: قال أبو الحسن: ويقال إنَّه نزل على عليّ بن أصمع، فبلغ ذلك عبَّادًا فأرسل إليه عبَّاد: إني سائر إليك (٣). [٦: ١٥٢].

حدّثني عمر بن شبَّة، قال: حدّثني عليّ بن محمد، عن مسلمة وعَوانة أنّ


(١) ثم أخرج الطبري رواياتٍ عدةٍ منها الموصولة والمرسلة والمعضلة وكالروايات التي تلي هذه الرواية.
(٢) وإسناد الطبري إلى المدائني صحيح، وهو بدوره رواه معضلًا، وانظر الرواية التي تليها.
(٣) قلنا: وهذه رواية أخرى رواها الطبري مرسلًا عن مسلمة بن محارب والسطر الأخير رواه عن المدائني معضلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>