للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع الحديث إلى حديث عليّ عن شيوخه الذين ذكرت: ولما أدخل قحطبة الذين كانوا بنَهاوند من أهل خُراسان ومن أهل الشام الحائط، قال لهم عاصم بن عمي: ويلكم! ألا تدخلون الحائط! وخرج عاصم فلبس درعَه، ولبس سوادًا كان معه، فلقيه شاكريّ كان له بخراسان فعرَفه، فقال: أبو الأسود؟ قال: نعم، فأدخله في سَرَب، وقال لغلام له: احتفظ به ولا تطلعنّ على مكانه أحدًا، وأمَر قحطبة: مَن كان عنده أسيرًا فليأتنا به. فقال الغلام الذي كان وُكِلَ بعاصم: إن عندي أسيرًا أخاف أن أغلَب عليه، فسمعه رجلٌ من أهل اليمن، فقال: أرنيه، فأراه إياه فعرفه، فأتى قحطبة فأخبره، وقال: رأس من رؤوس الجبابرة، فأرسل إليه فقتله، ووفَّى لأهل الشام فلم يقتل منهم أحدًا (١).

[ذكر خبر مسير قحطبة إلى ابن هبيرة بالعراق]

وفي هذه السنة سار قَحْطبة نحو ابن هبيرة، ذكر عليّ بن محمد أن أبا الحسن أخبره وزهير بن هُنيد وإسماعيل بن أبي إسماعيل وجبلة بن فرّوخ، قالوا: لما قدم على ابن هبيرة ابنه منهزمًا من حُلوان، خرج يزيد بن عمر بن هبيرة، فقاتل قحطبة في عدد كثير لا يُحصى مع حوثرة بن سهيل الباهليّ، وكان مروان أمدّ ابنَ هبيرة به، وجعل على الساقة زياد بن سهل الغَطَفانيّ، فسار يزيد بن عمر بن هُبيرة، حتى نزل جَلُولاء الوقيعة وخندق، فاحتفر الخندق الذي كانت العجم احتفرتْه أيام وَقْعة جلولاء، وأقبل قحطبة حتى نزل قرماسين، ثم سار إلى حُلوان، ثم تقدّم من حُلوان، فنزل خانقين، فارتحل قحطبة من خانقين، وارتحل ابن هبيرة راجعًا إلى الدّسْكرة (٢).


= إلا أن جيش خراسان الذي انهزم من قبل ودخل نهاوند لم ينجُ من القتل فقتل شجعانهم أو على الأقل رؤساءهم.
(١) انظر الحاشية السابقة.
(٢) لقد وضعنا هذه الروايات التي رواها المدائني الأخباري الصدوق عن شيوخه وخاصة إذا كان فيهم رجل ثقة أو صدوق كما هاهنا أزهير بن هنيد، شربطة خلو المتن من نكارة وتأييدها من قبل خليفة في تأريخه وهو الحال هاهنا وقد أخرج خليفة هذا الخبر (مسير قحطبة إلى ابن هبيرة بالعراق] ضمن أحداث سنة (١٣١ هـ) فقال نقلًا عن بيهس بن حبيب الرام (شاهد =

<<  <  ج: ص:  >  >>