للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَحْطبة من كان معه من أهل خراسان حائطًا (١).

وقال غير عليّ: أرسل قَحْطبة إلى أهل خُراسان الذين في مدينة نَهاوند يَدْعوهم إلى الخروج إليه، وأعطاهم الأمان، فأبوْا ذلك. ثم أرسل إلى أهل الشام بمثل ذلك فقبلوا، ودخلوا في الأمان بعد أن حوصروا ثلاثة أشهر: شعبان ورمضان وشوّال، وبعث أهل الشام إلى قَحْطبة يسألونه أن يشغل أهل المدينة حتى يفتحوا الباب وهم لا يشعرون، ففعل ذلك قَحْطبة، وشغل أهل المدينة بالقتال، ففتح أهل الشام البابَ الذي كانوا عليه؛ فلما رأى أهلُ خراسان الذين في المدينة خروجَ أهل الشام، سألوهم عن خروجهم، فقالوا: أخذنا الأمان لنا ولكم، فخرج رؤساء أهلِ خراسان، فدفع قحطبة كلَّ رجل منهم إلى رجُل من قوّاد أهل خراسان، ثم أمر مناديه فنادى: مَن كان في يده أسير ممّن خرج إلينا من أهل المدينة فليضرب عنقه، وليأتنا برأسه، ففعلوا ذلك، فلم يبق أحدٌ ممن كان قد هرب من أبي مسلم وصاروا إلى الحصن إلّا قتل، ما خلا أهل الشام فإنه خلَّى سبيلَهم، وأخذ عليهم ألا يمالئوا عليه عدوًّا (٢).


(١) انظر تعليقنا في نهاية الرواية الثانية.
(٢) قبل أن نعلق على هذه المتون نودّ أن نذكر روايات خليفة بن خياط في هذه الواقعة فقد أخرج عن بيهس بن حبيب الرام (الذي عاصر هذه الأحداث وكان في جيش ابن هبيرة في مواجهة قحطبة (١٣١ هـ) قال بيهس بن حبيب: كتب ابن هبيرة إلى مروان يخبره بقتل ابن ضبارة فوجه إليه الحوثرة بن سهيل الباهلي من بني فراس في عشرة آلاف من قيس خاصة فاجتمعت الجيوش بنهاوند وكتب ابن هبيرة بعهد مالك بن أدهم عليها قال بيهس فحاصر قحطبة أهل نهاوند نحوًا من أربعة أشهر [خليفة / ٤١٩] قال عمرو بن عبيدة عن قزعة قال: جمرنا بها حتى أكلنا دوابنا وأصابنا جوع وجهد شديد [خليفة / ٤٢٠].
قال بيهس: ثم صالح مالك بن أدهم قحطبة وفتحت المدينة في شوال سنة إحدى وثلاثين ومئة فقتل قحطبة أهل خراسان الذين هربوا مع نصر بن سيار وقال إني لم أصالح على أهل خراسان إنما صالحت على أهل الشام وادعى مالك أنه صالح على أهل الشام وأهل خراسان، [خليفة / ٤٢٠] قال أبو الذيال: أمّن أهل الشام غير رجلين من قريش [٤٢٠] قال قزعة: أقام قحطبة رجالًا على أبواب المدينة فلم يدع أحدًا له نباهة من أهل خراسان إلّا قتله وأخذ بني نصر بن سيار فقتلهم [خليفة / ٤٢٠].
وتتفق روايات الطبري وخليفة حول محاصرة قحطبة لنهاوند عدة أشهر اصطلح بعدها مالك بن أدهم مع قحطبة على أن يُعطى الأمان لأهل الشام فكان لهم ذلك وفتحت الأبواب =

<<  <  ج: ص:  >  >>