للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قسَّم ما أفاء الله عليه، إلا الخُمس فإنه يبلّغناه، وأن يمنع أصحابه العجلة والفساد، وألّا يُدخل فيهم حَشْوًا حتى يعرفهم ويعلم ما هم؛ لا يكونوا عيونًا، ولئلّا يؤتى المسلمون مِنْ قبَلهم، وأن يقتصد بالمسلمين ويرفق بهم في السير والمنزل ويتفقَّدهم، ولا يعجل بعضَهم عن بعض، ويستوصي بالمسلمين في حُسْن الصحبة ولين القول (١). (٣: ٢٥٠/ ٢٥١ / ٢٥٢).

ذكر بقية الخبر عن غطفان حين انضمت إلى طُليحَة ما آل إليه أمْرُ طليحة

٣٢ - وأما هشام بن الكلبيّ؛ فإنه زعم أنّ أبا بكر لما رَجع إليه أسامة ومَن كان معه من الجيش؛ جَدَّ في حرب أهل الرّدة، وخرج بالناس وهو فيهم حتى نزل بذي القَصّة - منزلًا من المدينة على بريدة من نحو نجد - فعَبَّى هنالك جنودَه، ثم بعث خالد بن الوليد على الناس، وجعل ثابت بن قيس على الأنصار وأمْرُه إلى خالد، وأمره أن يصمُد لطليحة وعُيينة بن حصن، وهما على بُزاخة - ماء من مياه بني أسد - وأظهِر أنّي ألاقيك بمَن معي من نحو خيبر، مكيدة؛ وقد أوعب مع خالد النّاس؛ ولكنّه أراد أن يبلغ ذلك عدوّه فيرعبهم. ثم رجع إلى المدينة، وسار خالد بن الوليد؛ حتى إذا دَنَا من القوم؛ بعث عُكاشة بن محصن، وثابت بن أقرم -أحد بني العَجْلان حليفًا للأنصار- طليعة؛ حتى إذا دنَوَا من القوم؛ خرج طُليحة وأخوه سلَمة، ينظران ويسألان: فأمَّا سلمَة فلم يمهل ثابتًا أن قتله، ونادى طليحة أخاه حين رأى أن قد فرغ من صاحبه أن أعنّي على الرجل؛ فإنه آكل. فاعتونا عليه، فقتلاه ثم رجعا، وأقبل خالد بالناس حتى مرّوا بثابت بن أقرم قتيلًا، فلم يفطنُوا له حتى وطئته المطيُّ بأخفافها، فكبُر ذلك على المسلمين، ثم نظروا فإذا هم بعُكَاشة بن محصن صريعًا، فجزع لذلك المسلمون، وقالوا: قتل سيِّدان من سادات المسلمين وفارسان من فرسانهم؛ فانصرف خالد نحو طيِّيء (٢). (٣: ٢٥٤).

٣٣ - قال هشام: قال أبو مِخْنف: فحدّثني سَعْد بن مجاهد عن المُحلّ بن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا فهو من طريق الكلبي معضلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>