للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خبر الصحيفة ومقاطعة المسلمين وحصارهم في شعب أبي طالب]

٣٥ - اجتمعت قريش، فائتمرت بينها: أن يكتبوا بينهم كتابًا يتعاقدون فيه؛ على ألا ينكحوا إلى بني هاشم وبني المطلب ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئًا، ولا يبتاعوا منهم، فكتبوا بذلك صحيفة، وتعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علّقوا الصحيفة في جوف الكعبة، توكيدًا بذلك الأمر على أنفسهم، فلمّا فعلت ذلك قريش، انحازت بنو هاشم وبنو المطّلب إلى أبي طالب، فدخلوا معه في شِعْبِهِ، واجتمعوا إليه، وخرج من بني هاشم أبو لهب عبد العُزّى بن عبد المطلب إلى قريش، وظاهرَهم عليه، فأقاموا على ذلك من أمرهم سنتين أو ثلاثًا؛ حتى جهِدُوا ألّا يصل إلى أحد منهم شيء إلا سرًّا مستخفيًا به مَن أراد صلتهم من قريش. وذكر أن أبا جهل لقيَ حكيم بنَ حزام بن خُويلد بن أسد، معه


= وأخرج ابن سعد (٣/ ٢٧٠) أخبرنا عبد الله بن نُمير ويعلى ومحمّد ابنا عبيد قالوا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
قال محمد بن عبيد في حديثه: لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي اهـ.
قلنا: وإسناد ابن سعد إسناد صحيح وقد ذكر زيادة عمّا رواه البخاري وهذه الزيادة من طريق محمد بن عبيد والزيادة تقبل من أمثالهم من الثقات.
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير (٩/ ١٨١) عن عبد الله بن مسعود قوله: (إن إسلامه كان نصرًا) وإسناده حسن. وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن كان إسلام عمر لفتحًا وهجرته لنصرًا وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر. فلما أسلم عمر قاتلهم حتى دعونا فصلينا. قال الهيثمي: رواه الطبراني وفي رواية: ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين. ورجاله رجال الصحيح إلّا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود (مجمع الزوائد ٩/ ٦٣).
وأخرج الطبراني في الأوسط (١/ ٣٣٤) في حديث طويل قصة وفاة عمر رضي الله عنه بعد طعنه وفيه أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال له: أليس قد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة فلما أسلمت كان إسلامك عزًا وظهر بك الإسلام ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وحسّن الهيثمي إسناده (مجمع الزوائد ٩/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>