للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العقَبة الآخرة؛ وهي بيعة الحرب حين أذن الله عزّ وجلّ في القتال بشروط غير الشروط في العقَبة الأولى، وأمّا الأولى فإنّما كانت على بيعة النساء؛ على ما ذكرت الخبر به عن عبادة بن الصامت قبل؛ وكانت بيعة العقبة الثانية على حَرْب الأحمر والأسود على ما قد ذكرتُ قبل، عن عروة بن الزبير (١).

[الهجرة إلى المدينة]

قال أبو جعفر: فلمّا أذِن الله عزّ وجلّ لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في القتال، ونزل قوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} , وبايعه الأنصار على ما وصفتُ من بيعتِهم، أمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ممّن هو معه بمكّة من المسلمين بالهجرة والخروج إلى المدينة، واللُّحوق بإخوانهم من الأنصار؛ وقال: إنَّ الله عزّ وجلّ قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون فيها فخرجوا أرْسالًا، وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ينتظر أن يأذن له ربُّه بالخروج من مكة؛ فكان أول من هاجر من المدينة والهجرة إلى المدينة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قريش، ثم من بني مخزوم، أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، هاجر إلى المدينة قبل بَيعة أصحاب العقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنة، وكان قدِم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكّة من أرض الحبشة، فلما آذتْه قريش، وبلغه إسلامُ مَنْ أسلم من الأنصار، خرج إلى المدينة مهاجرًا.

ثم كان أوّل مَنْ قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمَة، عامر بن ربيعة، حليف بني عديّ بن كعب، معه امرأته ليلى بنت أبي حَثْمَة بن غانم بن عبد الله بن عوف بن عَبيد بن عَويج بن عديّ بن كعب. ثم عبد الله بن جَحْش بن رِئَاب،


(١) إسناده ضعيف وقد ذكر الطبري اسم عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام. وأن ابنه معاذ بن عمرو كان قد أسلم وشهد العقبة وبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع من بايعه من الأوس والخزرج وقد ذكر الطبري ذلك بلا سند.
قلنا: ولعمرو بن الجموح هذا قصة في إسلامه وأن ابنه معاذًا كان يرمي بصنم أبيه في مكان قذر ليلًا ... إلى آخره.
والخبر رواه ابن إسحاق بلا سند (سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٦) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٤٥٦) كذلك من طريق ابن إسحاق هذا فالأثر ضعيف والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>