استعمِلت علينا أصبْتَ من المال، واتَّقيت الدم، فقال: إنَّ تَبِعة المال أهوَن من تبِعة الدم. (٥: ٥٢٩).
[ذكر الخبر عن ولاية عامر بن مسعود على الكوفة]
وفي هذه السنة ولَّى أهلُ الكوفة عامرَ بن مسعود أمرَهم، فذكر هشام بن محمَّد الكلبيّ، عن عوانة بن الحكم: أنهم لما ردّوا وافدَيْ أهل البصرة اجتمع أشرافُ أهل الكوفة، فاصطلحوا على أن يصلّيَ بهم عامر بن مسعود - وهو عامر بن مسعود بن خلف القرشيّ، وهوُ دحروجَةُ الجُعَل الذي يقول فيه عبد الله بن هَمَّام السَّلوليّ:
وكان قصيرًا - حتى يرى الناس رأيهم، فمكث ثلاثةَ أشهر من مَهلك يزيدَ بن معاوية، ثمَّ قدم عليهم عبدُ الله بن يزيدَ الأنصاريّ ثمَّ الخَطْميّ على الصلاة، وإبراهيم بن محمَّد بن طلحة بن عبيد الله على الخراج، فاجتمع لابن الزبير أهلُ الكوفة وأهل البصرة ومن بالقبلة من العرب وأهل الشام، وأهل الجزيرة إلا أهلَ الأردُنّ. (٥: ٥٢٩ - ٥٣٠).
[خلافة مروان بن الحكم]
وفي هذه السنة بُويع لمروانَ بن الحكم بالخلافة بالشام.
ذكر السبب في البيعة له:
حدّثني الحارث، قال: حدّثنا ابن سعد، قال: حدّثنا محمَّد بن عمرَ، قال: لما بويع عبدُ الله بن الزبير ولَّى المدينةَ عُبيدةَ بن الزبير، وعبد الرحمن بن جَحْدَم الفِهْريّ مصرَ، وأخرجَ بني أميَّة ومراون بن الحكم إلى الشام - وعبد الملك يومئذ ابن ثمان وعشرين - فلما قدم حصين بن نمير ومَن معه إلى الشام أخبر مَرْوانَ بما خلَّف عليه ابن الزبير، وأنه دعاه إلى البيعة، فأبى فقال له ولبني أمية: نراكم في اختلاط شديد، فأقيموا أمرَكم قبل أن يدخل عليكم شامكم، فتكون فتنة عمياءَ صمَّاء؛ فكان من رأي مروانَ أن يرحل فينطلق إلى ابن الزبير فيبايعه، فقَدِم