للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم طرقهم حاربهم، وأسر منهم خمسمائة رجل، وقتل منهم في المعركة ثلاثمائة رجل، فضرب أعناق الأسرى وبعثَ برؤوس جميعهم إلى باب المعتصم؛ ثم أقام عُجَيف لإِزاء الزُّط خمسةَ عشرَ يومًا، فظفرَ منهم بخلْقٍ كثير، وكانَ رئيسُ الزُّط رجلًا يُقالُ لَهُ محمد بن عثمان؛ وكان صاحب أمره والقائم بالحرب سملق، ومكث عُجيف يقاتلهم - فيما قيل تِسعة أشهر.

وحجَّ بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد (١).

[ثم دخلت سنة عشرين ومائتين ذكر ما كان فيها من الأحداث]

[[ذكر ظفر عجيف بالزط]]

فمن ذلكَ ما كان من دخول عُجيف بالزُّط بغداد، وقهره إياهم حتى طلبوا منهُ الأمان فآمنهم، فخرجوا إليهِ في ذي الحجة سنة تسع عشرة ومائتين على أنهم آمنون على دمائهم وأموالهم؛ وكانت عِدَّتهم - فيما ذكر - سبعةُ وعشرينَ ألفًا؛ المقاتلةُ منهم اثنا عشر ألفًا؛ وأحصاهم عُجَيفَ سبعةَ وعشرين ألف إنسان؛ بين رجل وامرأة وصبي، ثم جعلهم في السُّفنِ، وأقبل بهم حتى نزل الزعفرانية فأعطى أصحابهُ دينارين دينارين جائزة، وأقامَ بها يومًا، ثمَّ عَبأهم في زواريقهم على هيئتهم في الحرب؛ معهم البوقات، حتى دخلَ بهم بغداد يوم عاشوراء سنة عشرين ومائتين والمعتصم بالشماسيَّة في سفينةٍ يُقَالُ لَها الزَّو، حتى مرَّ به الزطُّ على تَعبئتهم ينفخون بالبوقات؛ فكان أولهم بالقُفْص وآخرهم بحذاء الشماسيَّة، وأقاموا في سفُنهم ثلاثة أيام، ثم عبر بهم إلى الجانب الشرقي؛ فدفعُوا إلى بشر بن السميدع، فذهب بهم إلى خانقين، ثم نقلوا إلى الثَّغْرِ إلى عين زربة، فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم فلم يفلت منهم أحد (٢) فقال شاعرهم:


(١) وكذلكَ قال خليفة فيما يتعلق بالحج في هذه السنة (٣١٦) والبسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٦٨).
(٢) هذه التفاصيل وغيرها لم نجدها عند خليفة ولا البسوي وإنما ذكر خليفة أصل الخبر ضمن أحداث سنة (٢١٩ هـ) فقال وفيها أخرج الزط من البطيحة إلى بغداد على يد عجيف (تأريخ خليفة/ ٣١٦) وانظر المنتظم (١١/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>