للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يوم السبت غدا القوم، فهجموا على دار سليمان، وهتفوا باسم أبي أحمد، ودعوْا إلى بيعته، وخلصوا إلى سليمان في داره، وسألوه أن يريَهم أبا أحمد بن المتوكل، فأظهره لهم، ووعدهم المصير إلى محبَّتهم إن تأخر عنهم ما يحبّون، فانصرفوا عنه بعد أن أكّدُوا عليه في حفظه.

وقدم يارجوخ فنزل البَرَدان ومعه ثلاثون ألف دينار لإعطاء الجند ممّن بمدينة السلام، ثم صار إلى الشّماسيّة، ثم غدا ليدخل بغداد؛ فبلغ الناس الخبرُ، فضجّوا وتبادروا بالخروج إليه، وبلغ يارجوخ الخبرُ، فرجع إلى البَرَدان، فأقام بها، وكتب إلى السلطان، واختلفت الكتب حتى وجّه إلى أهل بغداد بمال رضُوا به، ووقعت بيعة الخاصّة ببغداد للمهتدي يوم الخميس لسبع ليالٍ خَلَوْن من شعبان، ودعي له يوم الجمعة لثمانٍ خلوْن من شعبان بعد أن كانت ببغداد فِتْنة، قتل فيها وغرق في دِجْلة قوم، وجرِح آخرون لأن سليمان كان يحفظ داره قوم من الطَّبَرية بالسلاح، فحاربهم أهلُ بغداد في شارع دِجْلة وعلى الجسر؛ ثم استقام الأمر بعد ذلك وسكنوا.

* * *

[ذكر خبر ظهور قبيحة أم المعتزّ] (١)

وفي شهر رمضان من هذه السنة ظهرت قَبيحة للأتراك، ودلَّتْهم على الأموال التي عندها والذخائر والجوهر؛ وذلك أنها - فيما ذُكر - قد قَدّرَت الفتك بصالح، وواطأت على ذلك النَّفر من الكتّاب الذين أوقع بهم صالح؛ فلما أوقع بهم صالح، وعلمت أنهم لم يطووا عن صالح شيئًا من الخبر بسبب ما نالهم من العذاب؛ أيقنت بالهلاك؛ فعملت في التخلّص، فأخرجت ما في الخزائن داخل الجوْسق من الأموال والجواهر وفاخرِ المتاع، فأودعت ذلك كله مع ما كانت أودعت قبل ذلك مما هو في هذا المعنى، ثم لم تأمن المعاجلة إلى ما نزَل بها


(١) هذا الخبر انفرد به الطبري من بين المؤرخين المتقدمين الثقات ولم يذكر له إسنادًا بل تساهل كثيرًا عند ذكر جزءًا منه مسندًا فقال [فذكر عمّن سمعها] (٩/ ٣٩٤) فلا ذكر اسم الواسطة بينه وبين الشاهد ولم يذكر اسم الشاهد بل تركه مبهمًا (عمّن) وفي المتن مبالغة ونكارة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>