للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِرْق، واستَصغَروا عروة بن الزُّبَيْر وأبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هِشام فرَدُّوهما (١) (٤: ٤٥٣).

[ثم دخلت سنة ست وثلاثين نزول أمير المؤمنين ذا قار]

٢٥٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، في محمد وطلحة بإسنادهما، قالا: لما نزل عليٌّ ذا قار أرسل ابن عباس والأشتر بعد محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، وأرسل الحسنَ بن على وعمارًا بعد ابن عباس والأشتر، فخفّ في ذلك الأمر جميعُ من كان نَفر فيه، ولم يقدُم فيه الوجوه أتباعَهم فكانوا خمسة آلاف أخذ نصفهم في البرّ ونصفهم في البحر، وخفّ مَن لم ينفر فيها ولم يعمل لها. وكان على طاعته ملازمًا للجماعة فكانوا أربعة آلاف، فكان رؤساء الجماعة: القعقاع بن عمرو، وسعْر بن مالك، وهند بن عمرو، والهيثم بن شهاب. وكان رؤساء النّفّار: زيد بن صُوحان، والأشتر مالك بن الحارث، وعديّ بن حاتم، والمسيّب بن نَجَبَة، ويزيد بن قيس ومعهم أتباعهم وأمثال لهم ليسوا دونهم إلَّا أنهم لم يؤمّروا؛ منهم حُجْر بن عديّ، وابن مَحْدُوج البكريّ، وأشباه لهما لم يكن في أهل الكوفة أحد على ذلك الرأي غيرهم. فبادروا في الوقعة إلا قليلًا، فلما نزلوا على ذي قار دعا القعقاعَ بن عمرو فأرسله إلى أهل البصرة وقال له: الق هذين الرجلين يا بن الحنظليّة - وكان القعقاع من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فادعُهما إلى الألْفة والجماعة، وعظِّم عليهما الفُرْقَة، وقال له: كيف أنت صانع فيما جاءك منهما مما ليس عندك فيه وصاة منّي؟ فقال:


(١) وكذلك أخرج أحمد في المسند (١/ ٨٩) وأبو يعلى (١/ ٤٤٥) عن هشام بن عروة عن أبيه قال: (رددت يوم الجمل استصغرت).
ذكرنا الرواية (٤/ ٤٥٥ / ٩٤٢١) في قسم الضعيف لضعف إسنادها ونكارة في متنها إلا أن الفقرة الأخيرة من الرواية (ونعني حث عبد الله بن سلام عليًّا رضي الله عنهما على ألا يسير إلى العراق) لها ما يؤيدها فقد أخرج أبو يعلى في مسنده (١/ ٢٥٩) من طريق إسحاق بن إسرائيل وفيه أن عليًّا رضي الله عنه قال: أتاني عبد الله بن سلام وقد وضعت قدمي في الغرز فقال لي: لا تقدم العراق فإني أخشى أن يصيبك بها ذباب السيف. وقال الهيثمي بعد أن ذكره: ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن إسرائيل فهو ثقة مأمون (مجمع الزوائد ٩/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>