للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خبر غزوة غالب بن عبد الله الليثي بني الملوّح]

٢٢٧ - قال: وفيها أغزي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غالبَ بن عبد الله الليثي في صفر إلي الكَديد إلي بني الملوح.

قال أبو جعفر: وكان من خبر هذه السرية وغالب بن عبد الله؛ ما حدّثني إبراهيم بن سَعيد الجوهريّ وسعيد بن يحيى بن سعيد -قال إبراهيم: حدّثني يحيى بن سعيد، وقال سعيد بن يحيى: حدّثني أبي- وحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلمة؛ جَميعًا عن ابن إسحاق، قال: حدّثني يعقوب بن عُتْبة بن المغيرة، عن مُسْلِم بن عبد الله بن خُبَيب الجُهنيّ، عن جندب بن مكيث الجهنيّ، قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غالب بن عبد الله الكلبيّ؛ كلب ليث، إلي بني الملوح بالكديد، وأمره أن يُغير عليهم، فخرج -وكنت في سريّته- فمضينا؛ حتى إذا كنا بقُديد لقينَا بها الحارث بن مالك -وهو ابن البَرْصاء الليثيّ- فأخذناه فقال: إنّي إنما جئت لأُسلم؛ فقال غالبُ بن عبد الله: إن كنت إنّما جئت مسلمًا، فلنْ يضرّك رِبَاطُ يوم وليلة؛ وإن كنت علي غير ذلك استوثقنا منك. قال: فأوثقه رباطًا ثم خلّف عليه رُوَيجلًا أسود كان معنا، فقال: امكث معه حتى نمرّ عليك، فإنْ نازعَك فاحتزَّ رَأسَه. قال: ثمّ مضينَا حتى أتينا بطن الكَديد، فنزلنا عُشَيشِيَةً بعد العصر، فبعثني أصحابي رَبيئَةً، فَعَمَدْتُ إلي تلّ يطلعني علي الحاضر، فانبطحت عليه -وذلك قُبَيلَ المغرب- فخرج منهم رجل، فنظر فرآني منبطحًا علي التلّ، فقال لامرأته: والله إنّي لأري علي هذا التلّ سوادًا ما كنت رأيتُه أوّل النهار؛ فانظري لا تكون الكلاب جرّت بعض أوعيتك. فنظرتْ فقالت: والله ما أفقد شيئًا. قال: فناوليني قوسي وسهمين من نَبْلي، فناولته فرماني بسهْم فوضعه في جنبي. قال: فنزعتهُ فوضعته، ولم أتحرّك. ثمّ رماني بالآخر، فوضعه في رأس منكبي، فنزعته فوضعته ولم أتحرّك. فقال: أما والله لقد خالطه


= عباس رضي الله عنهما قال: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وهو محرم وبني بها وهو حلال وماتت بسرف (كتاب المغازي باب عمرة القضاء / ح ٤٢٥٨) ومسلم في صحيحه (ح ١٤١٠) وأخرجه ابن هشام في السيرة (٣/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>