وفيها أخذ الأعراب بطريق مكة رجليْن يعرف أحدهما بالحداد والآخر بالمنتقم، وذُكر: أن المعروف بالمنتقم منهما أخو امرأة زكرويه، فدفعوهما إلى نزار بالكوفة، فوجّههما نزار إلى السلطان، فذُكر عن الأعراب أنهما كانا صارا إليهما يدعوانهم إلى الخروج على السلطان.
وفيها وجّه الحسين بن حمدان من طريق الشام رجلًا يعرف بالكيال مع ستين رجلًا من أصحابه إلى السلطان كانوا استأمنوا إليه من أصحاب زكرويه.
وفيها وصل إلى بغداد أندرونقس البطريق.
وفيها كانت وقعة بين الحسين بن حمدان وأعراب كليب والنَّمر وأسد وغيرهم، اجتمعوا عليه في شهر رمضان منها، فهزموه حتى بلغوا به باب حلب.
وفيها حاصر أعراب طيّئ وصيف بن صوارتكين بفَيْد، وكان وُجِّه أميرًا على الموسم، فحوصر ثلاثة أيام، ثمَّ خرج إليهم، فواقعهم فقتل منهم قتلى، ثمَّ انهزمت الأعراب، ورحل وصيف من فيْد بمن معه من الحاجّ.
وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشميُّ (١).
* * *
ثمَّ دخلت سنة خمس وتسعين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
فمن ذلك ما كان من خروج عبد الله بن إبراهيم المِسمعيّ عن مدينة أصبهان إلى قرية من قراها على فراسخ منها وانضمام نحو من عشرة آلاف من الأكراد وغيرهم - فيما ذكر - إليه مظهرًا الخلاف على السلطان، فأمر بدر الحماميّ بالشخوص إليه، وضُمّ إليه جماعة من القوّاد ونحو من خمسة آلاف من الجند.
وفيها كانت وقعة للحسين بن موسى على أعراب طيّئ الذين كانوا حاربوا وصيف بن صوارتكين على غرّة منهم، فَقتَل من رجالهم - فيما قيل - سبعين، وأسرَ من فرسانهم جماعة.