أبوك أَبو الْحُرُوبِ أبو بَرَاءٍ ... وخالُك ماجِدٌ حَكَمُ بن سَعْدِ
وقال كعب بن مالك في ذلك أيضًا:
لقد طارَتْ شَعَاعًا كلَّ وَجْهٍ ... خفَارَةُ ما أجارَ أَبُو بَرَاءِ
فمثْلُ مُسَهَّبٍ وبني أَبِيه ... بجَنْبِ الرَّدْهِ مِنْ كَنَفي سَوَاءِ
بَنِي أُمَّ البَنِين أَمَا سَمِعْتُمْ ... دعاءَ الْمُسْتَغِيثِ مَعَ المَسَاءِ!
وتَنْويهَ الصَّرِيخِ بَلَى ولكِنْ ... عرَفْتم أنَّه صَدْقُ اللِّقَاء
فما صَفِرَتْ عِيَابُ بَنِي كِلابٍ ... ولا القُرَطاءِ من ذَمِّ الوَفَاءِ
أعامِرَ عَامِرَ السَّوْءاتِ قِدْمًا ... فلا بالعَقْلِ فُزْت ولا السَّناء
أَأَخفَرْتَ النَّبيَّ وكُنْتَ قِدْمًا ... إلى السَّوْءات تَجْري بالعَرَاءِ!
فلَسْتَ كجارِ جَار أبي دوادٍ ... لا الأسَدِيّ جارِ أَبِي العَلاءِ
ولكنْ عارُكمْ داءٌ قديمٌ ... وداءُ الغَدْرِ فاعْلَمْ شَرُّ داءِ
فلمَّا بلغ ربيعةَ بن عامر أبي البَراء قولُ حسَّان وقولُ كعب، حملَ على عامر بن الطُّفيل فطعنه، فشطب الرُّمْحُ عن مقتله، فخرّ عن فرسه. فقال: هذا عمل أبي بَراء! إنْ متّ فدمي لعَمِّي ولا يُتْبَعَنَّ به؛ وإن أعش فسأرَى رأيي فيما أتِيَ إلي (١). (٢: ٥٤٨/ ٥٤٩).
* * *
وفي هذه السنة -أعني السنة الرابعة من الهجرة- أجلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - بني النَّضير من ديارهم.
* * *
[ذكر خبر جلاء بني النضير]
٢٠٣ - قال أبو جعفر: وكان سبب ذلك ما قد ذكرنا قبل من قَتْل عمْرو بن أميَّة الضَّمْريِّ الرّجُلين الذين قَتَلَهما في منصَرفه من الوجه الذي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
(١) إسناده ضعيف، وكذلك أخرجه ابن هشام في السيرة من طريق ابن إسحاق هذا وفيهم مبهم (بعض بني جبار بن سلمى) إلَّا أن قول الصحابي الجليل عن استشهاده (فزت ورب الكعبة) فصحيح (راجع قسم الصحيح (٢/ ٥٤٨ / ١٤٢).