للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠١ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدثنا سَلَمة عن محمَّد بن إسحاق، عن هشام بن عُروةَ، عن أبيه: أن عامرَ بن الطُّفَيل، كان يقول: إنَّ الرجل منهم لما قتل رأيته رُفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماءَ من دونه. قالوا: هو عامر بن فهيرة (١). (٢: ٥٤٨).

٢٠٢ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق، عن أحد بني جعفر، رجل من بني جبَّار بن سُلْمَى بن مالك بن جعفر، قال: كان جبَّار فيمن حَضَرها يومئذ مع عامر، ثم أسلم بعد ذلك. قال: فكان يقول: ممَّا دعاني إلى الإسلام أنّي طعنت رجلًا منهم يومئذ بالرمح بين كتفيه، فنظرت إلى سِنان الرّمح حين خرج من صدره، فسمعته يقول حين طعنته: فُزْتُ والله! قال: فقلت في نفسي: ما فاز! أليس قد قتلتُ الرجل! حتى سألت بعد ذلك عن قوله، فقالوا: الشهادة، قال: فقلت: فاز لعَمْرُ الله! فقال حسَّان بن ثابت يُحَرّضُ بني أبي البَراءِ على عامر بن الطُّفَيل:

بَنِي أمّ البَنِينَ أَلَمْ يَرُعكُمْ ... وأنْتُمْ من ذَوَائِبِ أَهْلِ نجْدِ

تَهَكُّمُ عامِرٍ بأبي بَرَاء ... ليُخْفِرَهُ، وما خَطَأٌ كَعَمْدِ

ألا أبْلغْ رَبيعَةَ ذا المَسَاعِي ... فما أحْدَثْتَ في الحدَثانِ بَعْدِي


(١) إسناده ضعيف، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه مرسلًا (كتاب المغازي / ح ٤٠٩٣) من طريق عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عروة قال: لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطقيل: من هذا؟ فأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة فقال: لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرهم فنعاهم فقال: إن أصحابكم قد أصيبوا ... الحديث.
والحديث أخرجه البيهقي في الدلائل موصولًا (٣/ ٣٥٣) وقال الحافظ في الفتح: وقد وقع عند الإسماعيلي والبيهقي في الدلائل سياق هذه القصة في حديث الهجرة موصولًا به مدرجًا والصواب ما وقع في الصحيح (فتح الباري ٧/ ٤٥١).
قلنا: والحديث الذي عند البخاري (ح ٤٠٩٣) من جزأين. الأول: موصول من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وفي آخره: فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة.
ثم يذكر البخاري الجزء الثاني من الحديث (أي: المرسل) بقوله: وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة: فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين ببئر معونة ... الحديث. كما ذكرنا آنفًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>