للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها صرف جُعلان عن حرب الخبيث، وأمر سعيد الحاجب بالشخوص إليها لحربه.

وفيها تحوّل صاحب الزَّنْج من السَّبْخة التي كان ينزلها إلى الجانب الغربيّ من النهر المعروف بأبي الخصيب.

وفيها أخذ صاحب الزّنج - فيما ذكر - أربعة وعشرين مركبًا من مراكب البحر، كانت اجتمعت تريد البصرة، فلمّا انتهى إلى أصحابها خبره وخبر مَنْ معه من الزّنج وقطعهم السبيل، اجتمعت آراؤهم على أن يشدُّوا مراكبهم بعضها إلى بعض؛ حتى تصير كالجزيرة، يتصل أولها بآخرها، ثم يسيروا بها في دِجْلة، فاتّصل به خبرها، فندب إليها أصحابه، وحرّضهم عليها، وقال لهم: هذه الغنيمة الباردة.

قال أبو الحسن: فسمعت صاحب الزَّنْج يقول: لمّا بلغني قربُ المراكب منى نهضت للصلاة، وأخذت في الدعاء والتضرّع، فخوطبتُ بأن قيل لي: قد أظلّك فتح عظيم، والتفتُّ فلم ألبث أن طلعت المراكب، فنهض أصحابي إليها في الجريبيّات؛ فلم يلبثوا أن حَوَوْها وقتلوا مقاتلتها، وسبَوْا ما فيها من الرّقيق، وغنموا منها أموالًا عظامًا لا تُحصَى ولا يعرف قدرها، فأنهب ذلك أصحابه ثلاثة أيام، ثم أمر بما بقي فحِيَز له.

* * *

[ذكر الخبر عن دخول الزنج الأبلّة] (١)

ولخمس بَقِين من رجب من هذه السنة، دخل الزَّنج الأبلّة، فقتلوا بها خلقًا كثيرًا وأحرقوها.

* ذكر الخبر عنها وعن سبب الوصول إليها:

ذكر أن صاحب الزّنج لما تنحّى جعلان عن خندقه بشاطئ عثمان الذي كان فيه، وانحاز إلى البصرة ألح بالسرايا على أهل الأبُلَّة، فجعل يحاربهم من ناحية


(١) انظر المنتظم (١٢/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>