نَعَبَ الغرابُ عَدِمتُه من ناعِبِ ... وصَبا فؤادي لادِّكارِ حَبائبي
نادى بَينهُم فجادَتُ مُقْلَتي ... لزِيالِ أَرحُلهم بدَمْعٍ ساكب
بانوا بأَترابٍ أَوانِسَ كالدُّمَى ... مثل المَهَاقُب البُطونِ كواعبِ
فأُولئكنَّ غَرَائِرٌ تَيّمْنَنِي ... بسَوالفٍ وقَوَائمٍ وحَوَاجِبِ
لوَليّ عهدِ المسلمينَ مَنَاسِبٌ ... شَرُفَتْ وأشرَقَ نورُها بمناصِبِ
ومراتبٌ في ذِرْوةٍ لا تُرْتَقَى ... أكرِمْ بها من ذِرْوةٍ ومراتبِ
ولقد أتَى الصَّفارُ في عُددٍ لها ... حُسْنٌ فَوافَتْهُنَّ نكبةُ ناكب
جَلبَ القضاءُ إليه حَتْفًا عاجلًا ... سَقيًا ورَعْيًا للقضاء الجالِبِ
أغواه إبليسُ اللعينُ بكَيْدِه ... واغترَّه منه بوعدٍ كاذبِ
حتى إذا اختلَفوا وظنَّ بأَنه ... قد عزَّ بين عساكرٍ وكتائب
دَلَفَتْ إليه عساكرٌ مَيْمونةٌ ... يَلقَوْنَ زحفًا باللواءِ الغالبَ
في جَحفلٍ لجِبٍ تُرى أَبطالُه ... من دارعٍ أو رامحٍ أو ناشب
وبدا الإِمامُ بِرَايةٍ منصُورةٍ ... لمحمّدٍ سَيفِ الإِله القاضبِ
وولّي عهدِ المسلمين موفقٌ ... باللهِ أَمضى من شِهَابٍ ثاقبِ
وكأَنه في الناسِ بَدْرٌ طالع ... متهلِّلٌ بالنورِ بين كواكب
لمَّا التَقَوْا بالمشرَفيّة والقنا ... ضربًا وطعْنَ محاربٍ لمحاربِ
ثارَ العجاجُ وفوقَ ذاك غمامةٌ ... غَرَّاءُ تَسكُبُ وَبْلَ صَوْبٍ صائبِ
فَلَّ الجُموعَ بحَزمِ رأيٍ ثاقب ... منه وأفرَدَ صاحبًا عن صاحبِ
للهِ دَرُّ مُوَفّق ذي بهجةٍ ... ثَبْتِ المقامِ لدَى الهياج مواثِب
يا فارسَ العربِ الذي ما مثله ... في الناس يُعرفُ آخَرٌ لنَوائب
من فادح الزَّمَنِ العضوضِ ومن لُقا ... جيش لِذِي غدر خَؤوُنٍ غاصب
* * *
[[ذكر خبر توجه رجال الزنج إلى البطيحة ودست ميسان]]
وفيها وجه قائد الزنج جيوشه إلى ناحية البطيحة ودَست مَيسَان.
* ذكر الخبر عن سبب توجيهه إياهم إيها:
ذُكر: أنّ سبب ذلك كان أنّ المعتمد لمّا صرف موسى بن بغا عن أعمال