للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستيلائه على أموالها، وإقباله إلى باب أمير المؤمنين مُظهرَ المسألة في أمور أجابه أمير المؤمنين منها ما لم يكن يستحقه، استصلاحًا له، ودفعًا بالتي هي أحسن؛ فولّاه خُراسان والرّيّ وفارس وقزوين وزِنجان والشرطة بمدينة السلام، وأمر بتكنيته في كُتبه، وأقطعه الضياع النفيسة؛ فما زاده ذلك إلّا طغيانًا وبغيًا، فأمره بالرجوع فأبى، فنهض أمير المؤمنين لدفع الملعون حين توسَّط الطريق بين مدينة السلام وواسط، وأظهر يعقوب أعلامًا على بعضها الصّلبان، فقدّم أمير المؤمنين أخاه أبا أحمد الموفق بالله وليّ عهد المسلمين في القلب، ومعه أبو عمران موسى بن بغا في الميمنة وفي جناح الميمنة إبراهيم بن سيما، وفي الميسرة أبو هاشم مسرور البلخيّ، وفي جناح الميسرة الديرانيّ، فتسرّع وأشياعه في المحاربة، فحاربه حتى أثخِن بالجراح، وحتى انتزع أبو عبد الله محمد بن طاهر سالمًا من أيديهم، وولوْا منهزمين مجروحين مسلوبين، وسلّم الملعون كلّ ما حواه ملكه.

كتابًا مؤرخًا بيوم الثلاثاء لإحدى عشرة خلت من رجب.

ثم رجع المعتمد إلى معسكره وكتب إلى ابن واصل بتولية فارس، وقد كان صار إليها وجمع جماعةً.

ثم رجع المعتمد إلى المدائن، ومضى أبو أحمد ومعه مسرور وساتكين وجماعة من القوّاد، وقبض على ما لأبي الساج من الضِّياع والمنازل، وأقطعها مسرورًا البلخيّ، وقدم محمد بن طاهر بن عبد الله بغداد يوم الإثنين لأربع عشرة بقيت من رجب، وقد رُدّ إليه العمل، فخُلع عليه في الرُّصافة، فنزل دار عبد الله بن طاهر، فلم يعزل أحدًا، ولم يولِّ وأمر له بخمسمئة ألف درهم.

وكانت الوقعة التي كانت بين السلطان والصفّار يوم الشعانين (١).

وقال محمد بن عليّ بن فَيْد الطائيّ يمدح أبا أحمد ويذكر أمر الصفّار:


(١) هذا الخبر استغرق الصفحات (٥١٦ - ٥١٩) جاء فيه الطبري على ذكر خروج يعقوب بن الليث ثم استعداد الخليفة بنفسه لحربه وخروجه مع قواده لذلك ثم رجوع المعتمد إلى المدائن بعد تلك المعركة وقد ذكره ابن الجوزي مختصرًا (المنتظم ١٢/ ١٧٣).
وانظر البداية والنهاية (٨/ ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>