للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر مصير يَزدَجِرد إلى خراسان وما كان السبب في ذلك

٢٠٩ / أ- وحجّ بالناس في هذه السنة عمر بن الخطاب، وكانت عمّالهُ على الأمصار فيها عمّاله الذين كانوا عليها في سنة إحدى وعشرين غير الكوفة والبَصْرة؛ فإن عامله على الكوفة وعلى الأحداث كان المغيرة بن شعبة، وعلى البصرة أبا موسى الأشعريّ. (٤: ١٧٣).

ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ذكر الخبر عن فتح توَّج

٢١٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب عن سيف، عن محمد بن سوقة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، قال: خرجْنا مع مجاشع بن مسعود غازِين توّج، فحاصرناها، وقاتلناهم ما شاء الله، فلمّا افتتحناها وحَوينا نَهْبَها نهبًا كثيرًا، وقتلنا قتلَى عظيمة؛ وكان عليّ قميصٌ قد تخرّق؛ فأخذت إبرة وسِلْكًا وجعلت أخِيط قميصي بها. ثم إنّي نظرت إلى رجل في القتْلَى عليه قميص فنزعته، فأتيت به الماء، فجعلت أضربه بين حَجَرين حتى ذهب ما فيه، فلبسته؛ فلما جمعت الرّثَّة، قام مجاشع خطيبًا، فحمِد الله، وأثنى عليه، فقال: أيها الناس لا تَغُلّوا، فإنه من غَلّ جاء بما غَلّ يوم القيامة. رُدّوا ولو المخيَط. فلما سمعتُ ذلك نزعت القَميص فألقيته في الأخماس (١). (٤: ١٧٥).


= إلى أمير المؤمنين فتحقق - رضي الله عنه - من أمرهم فتثبت براءة أمرائه مما اتهموا به كما مرّ بنا في قسم الصحيح مرات عديدة. وقد أخرج ابن سعد في طبقاته (٣/ ٢٥٦) أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سعيد قال: وشى رجل بعمار إلى عمر فبلغ ذلك عمّارًا فرفع يديه فقال: اللهم إن كان كذب عليّ فابسط له في الدنيا واجعله مُوَطأ العقب. اهـ.
(١) إسناده ضعيف، ولكن له متابع فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٣ / ح ١٥٦٧٥) حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا عاصم بن كليب الحرمي قال: حدثني أبي قال: حاصرنا توج وعلينا رجل من بني سليم يقال له: مجاشع بن مسعود قال: فلما فتحناها قال: وعَلَيَّ قميص خلق، قال: فانطلقت إلى قتيل من القتلى الذين قتلنا، قال: فأخذت قميص بعض أولئك القتلى، قال: وعليه الدماء، قال: فغسلته بين أحجار ودلكته حتى أنقيته ولبسته ودخلت القرية فأخذت إبرة وخيوطًا فخيط قميصي، فقام مجاشع فقال: يا أيها الناس لا تغلوا شيئًا، من =

<<  <  ج: ص:  >  >>