للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث، فعاد الصوت: (قضى الأمر الذي فيه تستفتيان)، فوثب من مجلسه ذلك مغتمًا، ثم ركب فرجع إلى موضعه بالمدينة، فما كان بعد هذا إلا ليلة أو ليلتان حتى حدث ما حدث من قتله، وذلك يوم الأحد لست - أو لأربع - خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة (١).

وذكر عن أبي الحسن المدائني؛ قال: لما كان ليلة الجمعة لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، دخل محمد بن هارون مدينة السلام هاربًا من القصر الذي كان يقال له الخلد، مما كان يصل إليه من حجارة المنجنيق وأمر بمجالسه وبسطه أن تحرق فأحرقت، ثم صار إلى المدينة؛ وذلك لأربع عشرة شهرًا، منذ ثارت الحرب مع طاهر إلا اثني عشر يومًا.

* * *

[[ذكر الخبر عن قتل الأمين]]

وفي هذه السنة قتل محمد بن هارون (٢).

ذكر الخبر عن مقتله:

ذكر عن محمد بن عيسى الجلودي أنه قال: لما صار محمد إلى المدينة، وقرَّ فيها، وعلم قواده أنه ليس لهم ولا له فيها عدة للحصار، وخافوا أن يظفر بهم؛ دخل على محمد حاتم بن الصقر ومحمد بن إبراهيم بن الأغلب الإفريقي وقواده، فقالوا: قد آلت حالك وحالنا إلى ما ترى؛ وقد رأينا رأيًا نعرضه عليك؛ فانظر فيه


(١) لقد اتهم عدد من المؤرخين الأمين باللهو واللعب والعيث كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة الأمين إلا أن الناس قد وجدوا في هذه الأحداث مجالًا خصبًا لنسج روايات حول عبث الأمين ولهوه ولو فكر العاقل أدنى تفكير لتبين له زيف هذه الروايات فكيف يستطيع الأمين أن يجلس هذه المجالس وبغداد تضرب بالمنجنيق والعرادات والمعارك والنهب والسلب والحرق والقتل على قدم وساق أما قتله يوم الأحد من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة فسيذكره الطبري لاحقًا. وهذا الخبر الطوبل (٤٧٦ - ٤٧٧) أخرجه ابن عساكر مع بعض الاختلاف من طريق محمد بن راشد الخناق عن إبراهيم (تأريخ دمشق تر ٧١٠٠).
(٢) قال خليفة وفيها (أي ١٩٨ هـ) قتل المخلوع ليلة الأحد لليلتين بقيتا من المحرم (تأريخ خليفة / ٣١٠) وانظر تعليقنا في نهاية الحدث (٨/ ٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>