للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غضبًا؟ عليه حين أقادَ من نفسه، أم عليّ حين عفوتُ عنه؟ ثمِّ قال: أيّها الرجل من ثَقيف، لا تَصرِف عليَّ أنيابَك، ولا تهدَّمْ عليَّ تهدُّم الكَثِيب، ولا تكشِرْ كَشَرانَ الذئب، والله ما بقي من عمري إلَّا ظِمْءُ الحمار، فإنَّه يشرب غُدوةً ويموت عشيّة، ويشرب عشيّة ويموت غُدْوة، اقضِ ما أنتَ قاض، فإنّ الموعد اللهُ، وبعد القتل الحساب، قال الحجاج: فإنّ الحجة عليك، قال: ذلك إن كان القضاء إليك، قال: بلى، كنتَ فيمن قتلَ عثمانَ، وخلعتَ أميرَ المؤمنين، اقتلوه.

فقُدِّم فقُتل، قتَلَه أبو الجَهْم بن كنانة الكلبيّ من بني عامر بن عوف، ابن عمّ منصور بن جمهور.

وأتِيَ بآخرَ من بعده، فقال الحجّاج: إِني أرى رجلًا ما أظنه يشهد على نفسه بالكُفر، فقال: أَخادِعي عن نفسي! أنا أكفر أهلِ الأرض، وأكفَر من فرعون ذِي الأوتادِ، فضحك الحجاج وخلّى سبيلَه.

وأقام بالكوفة شهرًا. وعَزَل أهل الشام عن بيوت أهل الكوفة (١). (٦/ ٣٦٤ - ٣٦٥).

هزيمة ابن الأَشعث وأَصحابه في وقَعة مسكن

وفي هذه السنة كانت الوقعة بمَسْكن بين الحجّاج وابن الأشعث بعدما انهزم من دير الجماجم.

* ذكر الخبر عن سبب هذه الوقعة وعن صفتها:

قال هشام: حدّثني أبو مِخنَف، عن أبي يزيدَ السَّكْسكيّ، قال: خرج محمّد بن سعد بن أبي وَقاص بعد وَقْعة الجماجم حتى نزل المدائن، واجتمع إليه ناسٌ كثير، وخرج عُبيد الله بنُ عبد الرّحمن بن سَمُرة بن حبيب بن عبد شمس القُرَشيّ حتى أتى البَصرة وبها أيّوب بن الحكَم بن أبي عقِيل، ابن عمّ الحجاج، فأخذها، وخرج عبد الرّحمن بن محمَّد حتى قدم البَصرة وهو بها، فاجْتمعَ


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>