للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك تَجهِيز المنصور جيشًا في البحر لحرب الكرك، بعد مقدمه البَصْرة، منصرفًا من مكة إليها بعد فراغه من حجه، وكانت الكرك أغارتْ على جُدّة، فلما قدم المنصور البصرة في هذه السنة جهز منها جيشًا لحربهم، فنزل الجسر الأكبر حين قدمها - فيما ذكر. وقدْمته هذه البصرة القَدْمة الآخرة (١).

وقيل إنه إنما قدمها القدمة الآخرة في سنة خمس وخمسين ومائة، وكانت قدمته الأولى في سنة خمس وأربعين ومائة، وأقام بها أربعين يومًا، وبنى بها قصرًا ثم انصرف منها إلى مدينة السلام (٢).

وفيها توفِّي عبيد بن بنت أبي ليلى قاضي الكوفة، فاستقضى مكانه شَرِيك بن عبد الله النّخَعِيّ (٣).

وفيها غزا الصّائفة معيوف بن يحيى الحَجوريّ، فصار إلى حصن من حصون


(١) وقال البسوي مصدر أبو جعفر من الحج إلى البصرة فبنى بها قصرًا ونزل الجسر الأكبر وجهز جيشًا في البحر لقتال السند [المعرفة ١/ ٢١] وأما خليفة فقد تحدث عن معارك بين جيش الخلافة وغيرهم ولكن سمّاهم بغير ما ورد هنا فقال: وفيها (أي ١٥٣ هـ) دخل الميذُ نهر الأمير بدجلة البصرة فقتلوا وسبوا. حدثني نضلة أنه شهدهم يوم .. نهر الأمير وقاتلهم وجماعة معه حتى صاروا إلى بوارجهم واستنقذوا ما في أيديهم [تاريخ خليفة / ٢٨٠]. وهذا يعني أن خليفة روكما الحادثة عمّن شهدها.
(٢) لقد ذكر الطبري هذا الرأي بصيغة التمريض (قيل) وأما بناء القصر ببصرة فقد أيده البسوي كما ذكرنا آنفًا [المعرفة ١/ ٢١].
(٣) راجع قوائم الولاة والقضاة في نهاية عهد المنصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>