للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بعث الحسن بن عليّ الأسرى ورأس أبلج ورؤوس مَنْ قتِل معه إلى بغداد.

والحسن بن عليّ هذا رجل من شيبان كان يخلف - فيما ذكر - يحيى بن حفص في عمله، وأمّه من الأكراد.

* * *

ذكر خبر المدائن في هذه الفتنة (١)

ذُكر أنّ أبا الساج وإسماعيل بن فراشة ويحيى بن حفص، لمَّا خُلع عليهم للشخوص نحو المدائن، عسكروا بسُوق الثلاثاء؛ فلما كان يوم الأحد لعشر بَقِين من شهر ربيع الأول، حمل رجّالته على البغال، وصار إلى المدائن، ثم إلى الصيّادة؛ وابتدأ في حفر خندق المدائن - وهو خندق كسرى - وكتب يستمدّ؛ فوجّه إليه خمسمئة رجل من رجالة الجيشيّة؛ وكان شخوصه في ثلاثة آلاف فارس وراجل، ثم استمدّه فأمدّه، فحصل في عسكره ثلاثة آلاف فارس وألفا راجل، ثم أمِدّ بمئتي راجل من الشاكريّة القدماء، وحُمِلوا في السفن، وانحدروا إليه يوم الأحد لأربع خَلَوْن من جمادى الآخرة.

[ذكر الخبر عن أمر الأنبار وما كان فيها من هذه الفتنة]

فممّا كان بها أن محمد بن عبد الله وجّه بحونة بن قيس في الأعراب إلى الأنبار، وأمره بالمقام بها والفرض لأعراب الناحية، ففرَض قومًا منهم ومن المشبّهة بهم نحوًا من ألفي رجل؛ فأقام بالأنبار وضبطها؛ فبلغه أن قومًا من الأتراك قد قصدُوه، فبثَق الماء من الفرات إلى خندق الأنبار، فامتلأ الخندق لزيادة الماء، وفاض على ما يليه من الصحارى؛ فصار الماء إلى السالِحين فصار ما يلي الأنبار بطيحة واحدةً، وقطع القناطر التي توصّل إلى الأنبار؛ وكتب يستمدّ، فندب للخروج إليه رشيد بن كاوس أخو الأفشين، وضمّ إليه ممن كان معه من رجال تتمة ألف رجل؛ خمسمئة فارس وخمسمئة راجل، فشخص وعسكر في قصر عبدويه، وأمدّه ابنُ طاهر بثلثمئة راجل من المَلَطِيّين القادمين من


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٤٣ - ٤٤٨) والبداية والنهاية [٨/ ٢١٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>