للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلافة الوليد بن عبد الملك]

وفي هذه السنة بُويع للوليد بن عبد الملك بالخلافة، فَذُكر أنه لما دَفَن أباه وانصرف عن قَبره، دخل المسجدَ فصعد المنبرَ، واجتَمَع إليه الناس، فخطَب فقال: إنّا لله وإنا إليه راجعون! واللهُ المستعان على مصيبتنا بموتِ أميرِ المؤمنين، والحمدُ لله على ما أنعَم به علينا من الخلافة. قومُوا فبايعوا (١). (٦: ٤٢٣).

ولاية قتيبة بن مسلم على خُراسان من قِبَل الحجاج

وفي هذه السنة قَدِم قتيبةُ بن مسلمِ خُراسان واليًا عليِها من قبَل الحجّاج، فذكر عليّ بن محمد أنّ كُليب بن خَلف، أخبَره عن طُفيل بن مِرداس العميّ والحسنَ بن رُشيد، عن سليمانِ بن كثير العميّ، قال: أخبرَني عمّي قال: رأيت قُتيبَة بنَ مُسلم حين قَدِم خُراسان في سنة ست وثمانين، فقدَم والمفضّلُ يَعرِض الجُندَ، وهو يريد أن يَغْزُوَ أخْرون وشُومان، فَخَطَب الناس قتيبة، وحثّهم على الجهاد، وقال:

إنّ الله أحلّكم هذا المَحلّ ليُعزَّ دينَه، ويذبَّ بكم عن الحُرُمات، ويزيد بكم المال استفاضة، والعدوّ وقَمًا، ووعد نبيه - صلى الله عليه وسلم - النصر بحديث صادق، وكتاب ناطق، فقال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}. ووعَدَ المجاهدين في سبيله أحسنَ الثواب، وأعظمَ الذُّخْر عندَه فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى قوله: {وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثم أخَبر عمن قُتل في سبيله أنه حيّ مرزوق، فقال: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ


(١) قلنا: وقال خليفة: ثم بويع الوليد بن عبد الملك في النصف من شوال سنة (٨٦ هـ) (ص ٣٠٢).
وكذلك أرخ الحافظ ابن كثير لذلك بالنصف من شوال سنة (٨٦ هـ) [البداية والنهاية (٢٦٠: ٧)].

<<  <  ج: ص:  >  >>