للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتهنئة احتال للخروج، ذُكر أنه هرب من الحبس بالليل، وأنهُ دُلّيَ إِليهِ حَبل من كُوَّةٍ كانت فِي أعلى البيت، يدخل عليه منها الضوء، فلما أصبحوا أتوا بالطعام للغداء افتقد. فذكر أنهُ جُعِلَ لمن دلَّ عليهِ مائة ألف درهم، وصاحَ بذلكَ الصائح، فلم يُعرف له خبر.

وفي هذه السنة قدم إسحاق بن إبراهيم بغداد من الجبل، يوم الأحد لإحدى عشرةَ ليلةٍ خَلَّتْ مِن جمادى الأولى، ومعهُ الأسرى من الخرمية والمستأمنة.

وقيلَ: إن إسحاق بن إبراهيم قتل مِنْهُمْ في محاربته إياهم نحوًا من مائة ألف سوى النساء والصبيان (١).

[ذكر الخبر في محاربة الزط] (٢)

وفي هذه السنة وجَّهَ المعتصم عُجَيف بن عنبسة في جمادى الآخرة منها لحرب الزُّط الذين كانوا قد عاثوا في طريق البصرة، فقطعوا فيهِ الطريق، واحتملوا الغلَّات من البيادر بكسْكَر وما يليها من البَصْرة، وأخافوا السبيل، ورتَّبَ الخيل في كل سكة من سكك البرد تركض بالأخبار، فكان الخبرُ يخرج من عند عجيف فيصل إلى المعتصم من يومه؛ وكان الذي يتولى النفقة على عجيف من قِبَل المُعْتَصم محمد بن منصور كاتب إبراهيم بن البَختري، فلما صارَ عُجَيف إلى واسط، ضرب عسكره بقرية أسفل واسط يقال لها الصافية في خمسة آلاف رجل، وصار عُجَيف إلى نَهر يحمل من دجلة يقال له بَرْدُودَا؛ فلم يزل مقيمًا عليه حتى سدَّهُ. وقيل إنَّ عُجَيفًا إنما ضرب عسكره بقرية أسفل واسط يقال لها نجيدا، ووجَّهَ هارون بن نعيم ابن الوضاح القائد الخراسانيّ إلى موضعٍ يُقالُ لهُ الصافية في خمسة آلاف رجل، ومضى عُجيفُ في خمسة آلاف إلى بَرْدُودا، فأقامَ عليهِ حتى سدَّهُ وسَدَّ أَنهارًا أُخَر كانوا يدخلون منها ويخرجون، فحصرهم من كل وجه؛ وكان من الأنهار التي سدَّها عجيف، نهر يقال لهُ العروس؛ فلما أخذ


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ١٧١) والخبر منكر ولم نر ما يؤيده لا من قريب ولا من بعيد سواء كان عند خليفة بن خياط أو البسوي حتى الطبري نفسه ذكره هنا بصيغة التضعيف والله أعلم.
(٢) انظر تعليقنا (٢٣٥) وأصل الخبر عن هزيمة الزط على يد القائد العباسي عجيف صحيح أيده خليفة (٢٤٦) وأما أغلب التفاصيل فلا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>