يا رسول الله، جئتك مسلِمًا وجئت أطلب دية أخي قتل خطأ. فأمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بديَة أخيه هشام بن صُبابة، فأقام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير كثير، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ثم خرج إلى مكَّة مرتدًا، فقال في شعر:
فَقُلْتُ والمَوْتُ تَغْشَاهُ أَسِرَّتهُ ... لا تأمَنَنَّ بني بَكْرٍ إِذَا ظُلِمُوا
وأصيب من بني المصطلقِ يومئذ ناسٌ كثيرٌ، وقتل عليُّ بن أبي طالب منهم رجلين: مالكًا وابنه، وأصاب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منهم سبيًا كثيرًا، ففشا قَسْمُه في المسلمين؛ ومنهم جُويرية بنت الحارث بن أبي ضرار زوْج النبي - صلى الله عليه وسلم - (١). (٢: ٦٠٩/ ٦١٠).
[حديث الإفك]
٢٤١ - حدَّثنا ابنُ حميد، قالا: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق. عن أبيه، عن بعض رجال بني النَّجار، أن أبا أيوب خالد بن زيد، قالت له امرأته أمّ أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بَلَى؛ وذلك الكذب؛ أكنتِ يا أمَّ أيوب فاعلةً ذلك! قالت: لا والله ما كنت لأفعلَه، قال: فعائشة والله خيرٌ منك. قال: فلمَّا نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الإفك: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الآية، وذلك حسان بن ثابت في أصحابه الذين قالوا ما قالوا.
ثم قال الله عزَّ وجلَّ:{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيرًا} الآية،