للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله، جئتك مسلِمًا وجئت أطلب دية أخي قتل خطأ. فأمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بديَة أخيه هشام بن صُبابة، فأقام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير كثير، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ثم خرج إلى مكَّة مرتدًا، فقال في شعر:

شَفَى النَّفْسَ أنْ قَد باتَ بالقاعِ مُسْنَدًا ... تُضَرِّجُ ثوْبَيهِ دِماءُ الأخادِعِ

وكَانَتْ هُمُومُ النَّفس من قَبْلِ قَتْلِهِ ... تُلِمُّ، فتَحْمين وطَاء المضَاجِعِ

حَللْتُ به وتْرِي، وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِي ... وكُنْتُ إلى الأوثان أوّل رَاجِعِ

ثأَرْتُ به فِهْرًا وحَمَّلْت عَقْلَه ... سَرَاةَ بني النَّجّارِ أَرْبابَ فَارعِ

وقال مِقْيَسُ بن صبابة أيضًا:

جَلَّلْتُه ضَرْبَةً باءَتْ، لها وشَلٌ ... مِنْ ناقعِ الجَوْفِ يَعْلُوه وَيَنْصَرِمُ

فَقُلْتُ والمَوْتُ تَغْشَاهُ أَسِرَّتهُ ... لا تأمَنَنَّ بني بَكْرٍ إِذَا ظُلِمُوا

وأصيب من بني المصطلقِ يومئذ ناسٌ كثيرٌ، وقتل عليُّ بن أبي طالب منهم رجلين: مالكًا وابنه، وأصاب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منهم سبيًا كثيرًا، ففشا قَسْمُه في المسلمين؛ ومنهم جُويرية بنت الحارث بن أبي ضرار زوْج النبي - صلى الله عليه وسلم - (١). (٢: ٦٠٩/ ٦١٠).

[حديث الإفك]

٢٤١ - حدَّثنا ابنُ حميد، قالا: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق. عن أبيه، عن بعض رجال بني النَّجار، أن أبا أيوب خالد بن زيد، قالت له امرأته أمّ أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بَلَى؛ وذلك الكذب؛ أكنتِ يا أمَّ أيوب فاعلةً ذلك! قالت: لا والله ما كنت لأفعلَه، قال: فعائشة والله خيرٌ منك. قال: فلمَّا نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الإفك: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الآية، وذلك حسان بن ثابت في أصحابه الذين قالوا ما قالوا.

ثم قال الله عزَّ وجلَّ: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيرًا} الآية،


(١) وكذلك أخرجه ابن هشام من قول ابن إسحاق بلاغًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>