بسرد الصفات الإيجابية والسلبية ولكن قبل ذلك نعرج على موارد الطبري في تأريخه.
فنقول:
١ - موارد الطبري متنوعة وغزيرة ومختلفة المشارب.
٢ - ولقد شاركت جميع الكتب والمرويات المحفوظة التي سبقت الطبري في نسج لحمة تأريخ الطبري ومئات الروايات التي رواها الأخباريون من قبله حفظها الطبري من الضياع فاندثرت أصول كتبهم وصحفهم وأبقى الله لهذه الأمة تأريخ الطبري يحوي بين جنباته جلّ تلك الروايات ولقد تحدثنا عن أولئك الأخباريين وذكرنا حلقات الوصل بينهم وبين الطبري من شيوخه الثقات والضعفاء ولقد كتب المعاصرون أبحاثًا حول موارد الطبري في تاريخه وأسانيده إلى رواة الأخبار وفي مقدمتهم الدكتور جواد علي الذي نشر له حلقات بعنوان موارد الطبري في تأريخه في مجلة المجمع العلمي العراقي قبل نصف قرن من الزمان وقبل عقد ونصف أو يزيد كتب الأستاذ عماد الدين خليل فصلًا عن أسانيد الطبري فيما يتعلق ببدايات العباسيين والبحثان قيّمان لا يستغني عنهما كل باحث في هذا المجال.
[ميزات منهج الطبري في تأريخه]
١ - الترتيب الحولي للحوادث ولعلّه تأثر بسلفه خليفة بن خياط رحمه الله تعالى في ذلك فقد راعى الطبري ترتيب الوقائع والأحداث ترتيبًا زمنيًا سنة بعد سنة من مبعثه عليه الصلاة والسلام حتى سنة ٣٠٢ هـ.
٢ - اعتماد الإسناد والرواية وذلك من صفات تأريخ الطبري الإيجابية إذ سهّل على النقاد من بعده نقد الرواية داخليًا وخارجيًا كما يسميه المؤرخون المعاصرون ... وكما يقول أهل الحديث ... -نقد السند والمتن- وقد حرص الطبري على بيان صيغة التلقي فإن كانت مشافهة قال حدثني أو حدثنا أو أخبرنا وإذا كان مراسلة قال كتب إليّ وإذا أخذ من كتاب ذكر اسم مؤلفه (قال المدائني- أو ذكر الواقدي ... إلخ).
ولكن الإسناد يختفي تدريجيًا كلما اقتربنا من نهاية كتابه.
٣ - تنوع المصادر وغزارتها: إن الدارس لروايات الطبري يستغرب من كثرة