وتقييده، وكان سبب ذلك أنَّه قتل أبان بن بشير الكاتي بالسِّياط، لأمرٍ كان وجَد عليه فيما كان من شركته لأخيه عمرو بن زهير في ولاية الكوفة وخراجِها، وولّى مكان المسيَّب الحكم بن يوسف صاحب الحرب، ثم كلَّم المهديّ أباه في المسيِّب، فرضي عنه بعد حبسه إيَّاه أيامًا، وأعاد إليه ما كان يلي من شُرَطه.
وفيها وجَّه المنصور نصرَ بن حرب التيميّ واليًا على ثغر فارس.
وفيها سقط المنصور عن دابَّته بجَرْجَرَايا، فانشجَّ ما بين حاجبيه؛ وذلك أنَّه كان خرج لمّا وجّه ابنه المهدي إلى الرّقة مشيِّعًا له، حتَّى بلغ موضعًا يقال له جُبّ سُمّاقا، ثم عدل إلى حَوْلايا، ثم أخذ على النَّهروانات فانتهى - فيما ذكر - إلى بَثق من النّهروانات يصبّ إلى نهر دَيَاليَ، فأقام على سَكْره ثمانية عشر يومًا، فأعياه، فمضى إلى جَرْجَرايا، فخرج منها للنظر إلى ضَيْعة كانت لعيسى بن عليّ هناك، فصُرع من يومه ذلك عن برذون له دَيْزج، فشُجَّ في وجهه، وقدم عليه وهو بجَرْجَرايا أسارى من ناحية عُمان من الهند، بعث بهم إليه تسنيم بن الحواري مع ابنه محمَّد، فهمّ بضرب أعناقهم، فساءلهم فأخبروه بما التبس به أمرهم عليه؛ فأمسك عن قتلهم وقسَّمهم بين قوّاده ونُوّابه.
وفيها انصرف المهديّ إلى مدينة السَّلام من الرّقّة فدخلها في شهر رمضان.
وفيها أمر المنصور بمرَمَّة القصر الأبيض، الذي كان كسرى بناه، وأمر أن يغرَّم كلّ مَنْ وُجد في داره شيء من الآجرّ الخُسروانيّ، مما نقضه من بناء الأكاسرة، وقال: هذا فيء المسلمين، فلم يتم ذلك ولا ما أمر به من مرمَّة القصر.
[[ذكر الخبر عن حبس ابن جريج وعباد بن كثير والثوري]]
وفي هذه السنة حبس محمَّد بن إبراهيم بن محمَّد بن عليّ، وهو أمير مكّة - فيما ذكر - بأمر المنصور إياه بحبسهم: ابنَ جريج وعبّاد بن كثير والثوريّ، ثمّ أطلقهم من الحبس بغير إذن أبي جعفر، فغضب عليه أبو جعفر.
وذكر عمر بن شبَّة أن محمَّد بن عمران مولى محمَّد بن إبراهيم بن محمَّد بن عليّ بن عبد الله بن عباس حدّثه عن أبيه، قال: كتب المنصور إلى محمَّد بن