للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا قمتَ! قال: فرجعتُ إلى أبي فأعلمته، فقال لي أي: يابنيّ، هو عُمارة ومَنْ لا يعترض عليه (١).

قال: فلم يزل خالد على الموصل إلى أن توفِّي المنصور ويحيى على أذرَبيجان، فذكر عن أحمد بن محمَّد بن سوار الموصليّ أنَّه قال: ما هِبْنا قطّ أميرًا هيبتنَا خالد بن برمك من غير أن تشتدّ عقوبتُه، ولا نرى منه جَبَرِيّة؛ ولكن هيبة كانت له في صدورنا.

وذكر أحمد بن معاوية بن بكْر الباهليّ، عن أبيه، قال: كان أبو جعفر غضب على موسى بن كعب - وكان عامله على الجزيرة والموْصِل - فوجّه المهديّ إلى الرَّقة لبناء الرّافقة، وأظهر أنَّه يريد بيتَ المقدس، وأمره بالمرور والمضيّ على الموصل، فإذا صار بالبلَد أخذ موسى بن كعب فقيَّده، وولّى خالد بن بَرْمك الموصل مكانَه، ففعل المهديّ ذلك، وخلَّف خالدًا على الموصِل، وشخص معه أخَوا خالد: الحسن وسليمان ابنا برمك، وقد كان المنصور دعا قبل ذلك يَحْيَى بن خالد، فقال له: قد أردتك لأمر مهمّ من الأمور، واخترتُك لثغر من الثغور؛ فكن على أهبة؛ ولا يعلم بذلك أحد حتَّى أدعُوَ بك، فكتم أباه الخبر؛ وحضر الباب فيمن حضر؛ فخرج الرّبيع، فقال: يَحْيَى بن خالد! فقام فأخذ بيده، فأدخله على المنصور، فخرج على النَّاس وأبوه حاضر واللواء بين يديه على أذرَبيجان، فأمر النَّاسَ بالمضيّ معه، فمضوا في موكبه، وهنؤوه وهنؤوا أباه خالدًا بولايته، فاتَّصل عملهما.

وقال أحمد بن معاوية: كان المنصور معجبًا بيحيى، وكان يقول: ولد النَّاس ابنًا وولد خالد أبًا (٢).

* * *

وفيها سخِط المنصور على المسيَّب بن زهير وعزلَه عن الشُّرطة، وأمر بحبسه


(١) انظر البداية والنهاية [٨/ ٧٢].
(٢) أحمد بن معاوية: قال ابن عدي: حدث عن الثقات بالبواطيل وكان يسرق الحديث [الكامل (١/ ١٢)].

<<  <  ج: ص:  >  >>