للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة تسع وعشرين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

* * *

[ذكر الخبر عن حبس الواثق الكتّاب وإلزامهم الأموال]. (١)

فمن ذلك ما كان من حبس الواثق بالله الكتّاب وإلزامهم أموالًا، فدفع أحمد بن إسرائيل إلى إسحاق بن يحيى بن معاذ صاحب الحرس، وأمر بضربه كلّ يوم عشرة أسواط، فضربه - فيما قيل - نحوًا من ألف سوط، فأدّى ثمانين ألف دينار. وأخذ من سليمان بن وهب كاتب إيتاخ أربعمائة ألف دينار، ومن الحسن بن وهب أربعة عشر ألف دينار. وأخذ من أحمد بن الخصيب وكتابه ألف ألف دينار، ومن إبراهيم بن رَباح وكتابه مائة ألف دينار، ومن نَجَاح ستين ألف دينار، ومن أبي الوزير صلحًا مائة ألف وأربعين ألف دينار؛ وذلك سوى ما أخذ من العمّال بسبب عمَالاتهم. ونصب محمد بن عبد الملك لابن أبي دواد وسائر أصحاب المظالم العداوة، فكُشفوا وحبُسوا، وأجلس إسحاق بن إبراهيم؛ فنظر في أمرهم وأقيموا للناس ولقوا كلّ جهد.

[ذكر الخبر عن السبب الذي بعث الواثق على فعله]

ما ذكرت بالكتّاب في هذه السنة:

ذكر عن عزون بن عبد العزيز الأنصاريّ، أنه قال: كنّا ليلةً في هذه السنة عند الواثق، فقال: لست أشتهي الليلة النبيذ، ولكن هلمّوا نتحدث الليلة؛ فجلس في رِواقة الأوسط في الهارونيّ في البناء الأول الذي كان إبراهيم بن رَبَاح بناه؛ وقد كان في أحد شقي ذلك الرّواق قُبّةٌ مرتفعة في السماء بيضاء، كأنها بيضة إلا قدْر ذراع - فيما ترى العين - حولها في وسطها ساج منقوش مغشّي باللازورْد


(١) انظر المنتظم (١١/ ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>