للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب إليه أن سِر بالناس إلى فارس، ثم جاءه كتاب ابن هبيرة سر إلى أصبهان (١) [٧/ ٣٧١ - ٣٧٤].

* * *

زارَ الحَجيجَ عصابَةٌ قَدْ خالفوا ... دِينَ الإلهِ فَفَرَّ عبدُ الواحدِ

تَرَكَ الحَلائلَ والإمارَةَ هارِبًا ... ومضى يُخَبّط كالبَعِيرِ الشَّارِدِ

لو كان والِدُهُ تَنَصَّلَ عِرْقُه ... لَصَفَتْ مَضارِبُهُ بعرْقِ الوالد (٢)

٧/ ٣٧٦].

[ثم دخلت سنة ثلاثين ومئة ذكر خبر الأحداث التي كانت فيها]

* ذكر الخبر عن ذلك وسببه:

ذكر أبو الخطاب أن دخولَ أبي مسلم حائط مَرْو ونزوله دار الإمارة التي ينزلها عمَّال خراسان كان في سنة ثلاثين ومئة لتسع خلوْن من جمادى الآخرة يوم الخميس، وأن السبب في مسير عليّ بن جُديع مع أبي مسلم كان أن سليمان بن كثير كان بإزاء عليّ بن الكرمانيّ حين تعاقد هو ونصر على حَرْب أبي مسلم؛ فقال سليمان بن كثير لعليّ بن الكرمانيّ: يقول لك أبو مسلم: أما تأنف من مصالحة نصر بن سيار، وقد قتل بالأمس أباك وصلبه! ما كنتُ أحسبك تجامع نصر بن سيار في مسجد تصليان فيه! فأدرك عليّ بن الكرمانيّ الحفيظة، فرجع عن رأيه


(١) هذا خبر باطل. لم ينسبه الطبري إلى أحد من الرواة الذين شهدوا تلك الواقعة وحضروا ذلك الحوار. وكل من لديه أدنى فهم وأبسط بصيرة يتبين نكارة ما في هذا المتن وبشاعة هذا الاتهام الموجه إلى أئمة أهل البيت الأطهار، فكيف بعبد الله بن معاوية الهاشمي يمارس الفاحشة ... غفر الله للطبري كيف جمع هذه الأخبار، ووقف بأعصاب باردة أمام هذا الاتهام الباطل الذي لا يصح سندًا ولا متنًا! ! !
(٢) رحم الله الطبري ما ضرّه لو لم يكتب هذه الأبيات التي تطعن في خليفة المسلمين الصالح سليمان بن عبد الملك (لو كان والدُهُ تنصَّلَ عِرْقُه) أي والد عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك - علمًا بأن هذه الأبيات لرجل مجهول - وهي لا تقدم ولا تؤخر شيئًا في مسار الواقعة التأريخية.

<<  <  ج: ص:  >  >>