ويقول بروكلمان: (ولم يكادوا يبلغون البصرة حتى فتكوا غدرًا بأميرها الذي آثر أن ينتظر الأمر من علي على أن ينضم إليهم حتى إذا وقفوا إلى السيطرة على المدينة [البصرة] نشب الخلاف بين طلحة والزبير) (تأريخ الشعوب الإسلامية / ١١٥). ويا عجبًا لبروكلمان كيف يقلب الحقائق؟ ! ويا ليته اعتمد على الروايات الضعيفة، فإنها لم تذكر أن طلحة والزبير رضي الله عنهما فتكا بأمير البصرة غدرًا، فالرواية التي رواها التالف الهالك أبو مخنف ذكرت أنهم أرادوا أن يقتلوه ولكن لم يفعلوا، والرواية الضعيفة الثانية وهي رواية سيف تذكر أنهم نتفوا لحيته فبلغ الأمر للسيدة عائشة فأمرت بإطلاق سراحه، والرواية الأصح من هاتين تذكر أن أصحاب الزبير وطلحة أوقفوا أمير البصرة ليس إلّا، فمن أين جاء هذا الزعم بأنهم قتلوه؟ لا ندري! ! وأما قول بروكلمان: (حتى إذا وقفوا إلى السيطرة على المدينة) فغير صحيح كما تبيّن لنا من الروايات الصحيحة، بل لم يتحقق أملهم في استتباب الأمن في البصرة، وكان أهل البصرة انقسموا إلى مؤيد للخليفة، أو مؤيد للمطالبين بدم عثمان، أو معتزل الموقف لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وأما قوله: (نشب الخلاف بين طلحة والزبير) فهذا أمر ذكرته الروايات الضعيفة التي رواها مجهول الحال شعيب عن شيخه الضعيف سيف، ولم ترد رواية صحيحة (فيما نعلم) لإثبات ما يقوله بروكلمان. والحمد لله على نعمة الإسناد. (١) في إسناده أبو مخنف وهو هالك، ولكن لمتنه ما يشهد له فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه =