للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأغذوا السير واتّخذَ أيلة طريقًا؛ حتى إذا دنا منها تنحَّى عن الطريق، واتَّبعه غلامه، فنزل فبال، ثم عاد فركب بعير غلامه، وعلى رَحْله فرْو مقلوب، وأعطى غلامه مركبه، فلمّا تلقّاه أوائلُ الناس؛ قالوا: أين أمير المؤمنين؟ قال: أمامكم -يعني نفسه- وذهبوا هم إلى أمامهم، فجازوه حتى انتهى هو إلى أيلَة فنزلها وقيل للمتلقِّين: قد دخل أميرُ المؤمنين أيلة ونزلها. فرجعوا إليه (١). (٤: ٦٣/ ٦٤).

١٩٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما قدم عمر بن الخطاب أيلة، ومعه المهاجرون والأنصار دفع قميصًا له كرابيس قد انجابَ مؤخّره عن قَعْدته من طول السير إلى الأُسقف، وقال: اغسل هذا وارقعه، فانطلق الأسقف بالقميص، ورقعه، وخاط له آخر مثلَه، فراح به إلى عمر، فقال: ما هذا؟ قال الأسقف: أمّا هذا فقميصك قد غسلتُه ورقعته، وأما هذا فكسوة لك منّي. فنظر إليه عمر ومسحه، ثم لبس قميصه، وردّ عليه ذلك القميص، وقال: هذا أنشفُهما للعرَق (٢). (٤: ٦٤).

[ذكر خبر عزل خالد بن الوليد]

١٩٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد الله بن المستورِد، عن أبيه، عن عديّ بن سهيل، قال: كتب عمر إلى الأمصار: إني لم أعزل خالدًا


(١) إسناده ضعيف، ولكن أخرج عمرو بن شبة عن أسلم مولى عمر رضي الله عنه يقول: خرجت مع عمر رضي الله عنه وهو يريد الشام حتى إذا دنا أناخ فذهب لحاجة له، قال أسلم: فطرحت فروتين بين شعبتي رَحْلي، فلما فرغ عمر رضي الله عنه عمد إلى بعيري فركبه، وركب أسلم بعير عمر رضي الله عنه فخرجا يسيران حتى لقيهما أهل الأرض، قال: فلما دنوا أشرت لهم إلى أمير المؤمنين فجعلوا يتحدثون بينهم فقال لعمر رضي الله عنه: أبصارهم إلى من لا خلاق له (كتاب أخبار المدينة / ٦/ ٣ / ٣٩) وصحح الشيخ الدويش إسناده.
(٢) إسناده ضعيف وله ما يشهد له فقد أخرج عمر بن شبة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لما نزل رضي الله عنه جاءه صاحب الأرض فأعطاه عمر رضي الله عنه قميصه ليغسله ويرفوه، وفي عاتقه خرق؛ فانطلق به فغسله ثم رقعه، وقطع قميصًا جديدًا آخر فأتاه به، وقد أعدَّ قميصه فأعطاه الجديد فرآه عليه وقال إيتني بقميصي فناوله إياه (كتاب أخبار المدينة / ٦/ ٣ / ٤٨) وحسّن الدويش إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>