للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"أصحاب الشمال". ثم أخذ الميثاق فقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، فأعطاه طائفة طائعين، وطائفة على وجه التقيَّة (١). (١: ١٣٦).

ذكر الأحداث التي كانتْ في عهد آدم - عليه السلام - بعد أن أهبط إلى الأرض

١٩١ - فكان أولَ ذلك قتلُ قابيل بن آدم أخاه هابيل، وأهلُ العلم يختلفون في اسم قابيل، فيقول بعضهم: هو قَيْن بن آدم، ويقول بعضهم: هو قايين بن آدم. ويقول بعضهم: [هو] قاين. ويقول بعضهم: هو قابيل.

واختلفوا أيضًا في السبب الذي من أجله قتله:

فقال بعضهم في ذلك ما حدثني به موسى بن هارون الهمْدانيّ، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السديّ - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس - وعن مرّة الهمْدانيّ عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب رسول الله، قال: كان لا يولد لآدم مولودٌ إلا ولد معه جارية، فكان يزوّج غلامَ هذا البطن جاريةَ هذا البطن [الآخر] ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى وُلد له ابنان، يقال لهما قابيل وهابيل، وكان قابيل صاحب زرْع، وكان هابيل صاحب ضَرْع، وكان قابيل أكبرَهما، وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل، وإن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل، فأبى عليه وقال: هي أختي وُلدت معي، وهي أحسن من أختك، وأنا أحقّ أن أتزوّجها، فأمره أبوه أن يزوّجها هابيل، فأبى. وإنهما قرّبا قربانًا إلى الله أيّهما أحق بالجارية، وكان آدم يومئذ قد غاب عنهما وأتى مكة ينظر إليها، قال الله لآدم: يا آدم، هل تعلم أن لي بيتًا في الأرض؟ قال: اللهم لا، قال: فإن لي بيتًا بمكة فائْتِه، فقال آدم للسماء: احفظي ولديّ بالأمانة، فأبت، وقال للأرض فأبت، وقال للجبال: فأبت، فقال لقابيل، فقال: نعم، تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرُّك. فلما انطلق آدم؛ قرّبا قربانًا، وكان قابيل يفخر عليه فيقول: أنا أحقّ بها منك هي أختي، وأنا أكبر منك، وأنا وصيُّ والدي، فلما قرّبا، قرّب هابيل جَذَعة سمينة، وقرّب


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>