للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قابيلُ حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة ففرَكها فأكلها، فنزلت النار فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضِب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي، فقال هابيل: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيكَ لِأَقْتُلَكَ}، إلى قوله: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ}، فطلبه ليقتله، فراغ الغلام منه في رؤوس الجبال، فأتاه يومًا من الأيام وهو يرعى غنمه في جبل وهو نائم، فرفع صخرة فشدخَ بها رأسه، فمات وتركه بالعراء، لا يعلم كيف يُدْفن، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا، فقتل أحدُهما صاحبَه، فحفر له، ثم حثا عليه، فلما رآه قال: {يَاوَيلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي}، فهو قوله عزّ وجل: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ}. فرجع آدم فوجد ابنه قد قتل أخاه، فذلك حين يقول الله عزّ وجلّ: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} إلى آخر الآية: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} يعني: قابيل حين حمل أمانة آدم، ثم لم يحفظ له أهله.

وقال آخرون: كان السبب في ذلك أنّ آدم كان يولد له من حواء في كلّ بطن ذكر وأنثى، فإذا بلغ الذكر منهما زوّج منه [ولده] الأنثى التي وُلدت مع أخيه الذي ولد في البطن الآخر؛ قبله أو بعده.

فرغب قابيل بتوأمته عن هابيل (١). (١: ١٣٧/ ١٣٨ / ١٣٩).

١٩٢ - كما حدثني القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خُثيم، قال: أقبلت مع سعيد بن جُبَير أرمي الجمرة، وهو متقنِّع متوكِّيء على يدي؛ حتى إذا وازينا بمنزل سمرة الصواف؛ وقف يحدّثني عن ابن عباس، قال: نُهِيَ أن تنكح المرأة أخاها توأمها، وينكحها غيرُه من إخوتها، وكان يولد في كلّ بطن رجل وامرأة، فوُلدت امرأة وسيمة ووُلدت امرأة قبيحة، فقال أخو الدميمة: أنكحني أختك وأنكحك أختي، قال: لا، أنا أحق بأختي، فقربا قربانًا فتُقُبِّل من صاحب الكبش، ولم يُتَقبَّلْ من صاحب الزرع، فقتله، فلم يزل ذلك الكبش محبوسًا عند الله عزّ وجلّ حتى أخرجه في فداء إسحاق، فذبحه على هذا الصّفا، في ثَبِير،


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>