للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتمة تأريخ الخلافة في عهد العباسيين

[١٤٧ هـ - ١٩٣ هـ]

بسم الله الرحمن الرحيم

[ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائة]

وفي هذه السنة كان مهلك عبد الله بن عليّ بن عباس. واختلفوا في سبب هلاكه، فقال بعضهم ما ذكره عليّ بن محمد النَّوفليّ عن أبيه أنّ أبا جعفر حجّ سنة سبع وأربعين ومائة بعد تقدمته المهديّ على عيسى بن موسى بأشهر، وقد كان عزل عيسى بن موسى عن الكوفة وأرضها، وولّى مكانه محمد بن سليمان بن عليّ، وأوفده إلى مدينة السلام، فدعا به، فدفع إليه عبد الله بن عليّ سرًّا في جوف الليل. ثم قال له: يا عيسى؛ إن هذا أراد أن يزيل النعمة عني وعنك، وأنت وليّ عهدي بعد المهديّ، والخلافة صائرة إليك، فخذه إليك فاضرب عنقه، وإياك أن تخور أو تضعف، فتنقض عليّ أمري الذي دَبّرتُ (١).

ثم مضى لوجهه، وكتب إليه من طريقه ثلاثَ مرات يسأله: ما فعل في الأمر الذي أوعز إليه فيه؟ فكتب إليه: قد أنفذتُ ما أمرت به؛ فلم يشكّ أبو جعفر في أنه قد فعل ما أمره به، وأنه قد قتل عبد الله بن عليّ؛ وكان عيسى حين دفعه إليه ستره؛ ودعا كاتبه يونس بن فَزوَة، فقال له: إنّ هذا الرجل دفع إليّ عمَّه، وأمرني فيه بكذا وكذا. فقال له: أراد أن يقتلك ويقتله، أمرك بقتله سرًّا، ثم


(١) أما أصل الخبر - وفاة عبد الله بن علي بن عباس - فقد ذكرناه في الصحيح وأما ما سيذكر الطبري وما ذكره من تفاصيل فلم نجد لها تأييدًا من مصدر متقدم ثقة، والله أعلم. انظر البداية والنهاية [٨/ ٦٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>