عبد الله وحيّان النَّبْطى مئةً مئة، واحلِقْهما، وضمَّ إليك عُبيد الله بن أبي عُبيد الله، مولَى بني مسلم، واسْمَعْ منه فإنّ له وفاءً.
فمضى حتى إذا كان في خُوارزم على سِكّة، فدسّ إلى إياس فأنذَره فتنحَّى، وقَدِم فأخَذَ حيّان فضربه مئة وحَلَقه.
قال: ثمّ وجّه قتيبةُ بعد عبدِ الله المغيرَة بن عَبد الله في الجنود إلى خُوارزَم، فبَلَغهم ذلك، فلما قَدِم المغيرةُ اعتزَل أبناءَ الذين قتَلَهم خوارزم شاه، وقالوا: لا نعينك، فهَرَب إلى بلاد الترك، وقدِم المغيرةُ فسبى وقَتل. وصالحَه الباقون، فأخذ الجزْية، وقَدِم على قتيبة، فاستعمله على نَيْسابور. (٦/ ٤٨٠ - ٤٨١).
* * *
[فتح طليطلة]
* ذكر الخبر عن ذلك:
ذكر محمد بن عمر أنّ موسى بن نُصير غَضِب على طارق في سنة ثلاث وتسعين، فشَخَص إليه في رجب منها، ومعه حبيب بنُ عُقْبة بن نافع الفهْريّ، واستخلف حين شَخَص على إفريقيّة ابنَه عبدَ الله بن موسى بن نُصير، وعَبَر موسى إلى طارق في عشرةِ آلاف، فتلقّاه، فترضّاه فرضيَ عنه، وقَبِل منه عُذرَه، ووجّهه منها إلى مدينة طُلْيَطِلةَ - وهي من عظام مَدائن الأندلس، وهي من قُرطُبَة على عشرين يومًا - فأصاب فيها مائدةَ سُلَيمان بن داود، فيها من الذَّهب والجَوْهر ما اللهُ أعلمُ به. (٦/ ٤٨١).
قال: وفيها أجدَبَ أهلُ إفريقيّة جَدْبًا شديدًا، فخرج موسى بنُ نُصير فاستْسقَى، ودعا يومئذ حتى انتصَف النهارُ، وخَطَب الناسَ، فلما أراد أن يَنزِل قيل له: ألا تَدْعو لأميرِ المؤمنين! قال: ليس هذا يوم ذاك. فسُقُوا سَقْيًّا كَفاهمْ حِينًا. (٦/ ٤٨١).
[خبر عزل عمر بن عبد العزيز عن الحجاز]
* ذكر سبب عزل الوليد إياه عنها:
وكان سبب ذلك - فيما ذُكِر - أنّ عمرَ بنُ عبد العزيز كَتَب إلى الوليد يُخبره