بعَسْفِ الحجاج أهلَ عمله بالعراق، واعتدائه عليهم، وظلمه لهم بغير حقّ ولا جِناية، وأنّ ذلك بلغ الحجاج، فاضطَغنه على عمَر، وكتب إلى الوليد: إنّ مَنْ قبلي من مُرّاق أهلِ العراق وأهلِ الشقاق قد جَلوْا عن العِراق، ولجؤوا إلى المدينة ومكة، وإنّ ذلك وَهْن.
فكتب الوليدُ إلى الحجّاج: أن أشِرْ عليّ برجلين، فكتب إليه يشير عليه بعثمانَ بن حيّان وخالد بن عبد الله، فولى خالدًا مكّة وعثمان بالمدينة، وعزلَ عمَر بن عبد العزيز. (٦/ ٤٨١ - ٤٨٢).
قال: محمد بنُ عمر: خرج عمرُ بنُ عبِد العزيز من المدينة فأقامَ بالسوَيداء، وهو يقول لمزاحم: أتخَاف أن تكون ممن نَفتْه طيبة! (٦/ ٤٨٢).
* * *
وفيها ضربَ عمرُ بن عبد العزيز خُبيبَ بنَ عبد الله بن الزبير بأمر الوليد إيّاه، وصبّ على رأسه قِربةً من ماء بارد، ذكر محمد بنُ عمر، أن أبا المليح حدّثه عمّن حضر عمرَ بن عبد العزيز، حين جَلَد خُبيب بن عبد الله بن الزبير خمسين سَوْطًا، وصَبَّ على رأسِه قِربةً من ماء في يوم شاتٍ. ووَقفه على باب المسجد، فمَكَث يومَه ثم مات. (٦/ ٤٨٢).
* * *
وحَجّ بالناس في هذه السنة عبدُ العزيز بن الوليد بن عبد الملك، حدّثني بذلك أحمد بنُ ثابت عمن ذكره، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي مَعشَر.
وكانت عُمّال الأمصار في هذه السنة عُمالها في السنة التي قبلها، إلّا ما كان من المدينة، فإنّ العاملَ عليها كان عثمان بن حيّان المُرّيّ، وليَها - فيما قيل - في شعبان سنة ثلاث وتسعين. (٦/ ٤٨٢).
وأما الواقدي فإنه قال: قَدِم عثمانُ المدينةَ لليلتين بقيتا من شوّال سنة أربع وتسعين. (٦/ ٤٨٢).
وقال بعضهم: شَخَص عمرُ بنُ عبد العزيز عن المدينة مَعْزولًا في شَعبانَ من