للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن الأصمعيّ أنَّه قال: أوّل مَنْ نعى أبا جعفر المنصور بالبصرة خَلَف الأحمر، وذلك أنّا كنّا في حلقة يونس، فمرّ بنا فسلَّم علينا، فقال:

قد طَرَّقَت بِبِكرِها أمّ طَبَقْ

قال يونس: وماذا؟ قال:

تُنَتِّجوها خيرَ أَضخَم العُنُقْ ... موتُ الإِمَامِ فِلقَةٌ مِنَ الفِلَقْ

* * *

[ثم دخلت سنة تسع وخمسين ومائة ذكر ما كان فيها من الأحداث]

وفيها وجّه المهدي عبد الملك بن شهاب المِسمعيّ في البَحْر إلى بلاد الهند، وفرض معه لألفين من أهل البصرة من جميع الأجناد، وأشخصهم معه، وأشخص معه من المطوّعة الذين كانوا يلزمون المُرابطات ألفًا وَخمسمائة رجل، ووجّه معه قائدًا من أبناء أهل الشَّام يقال له ابن الحُباب المذحجيّ في سبعمائة من أهل الشَّام، وخرج معه من مطوّعة أهل البصرة بأموالهم ألف رجل، فيهم - فيما ذكر - الرَّبيع بن صبيح، ومن الأسواريين والسبابجة أربعة آلاف رجل، فولى عبد الملك بن شهاب المنذر بن محمَّد الجاروديّ الألف الرجل المطّوّعة من أهل البصرة، وولّى ابنه غسان بن عبد الملك الألفي الرّجل الذين من فرض البصرة، وولّى عبد الواحد بن عبد الملك الألف والخمسمائة الرجل من مُطّوّعة المرابطات، وأفرد يزيد بن الحباب في أصحابه فخرجوا، وكان المهديّ وجّه لتجهيزهم حتَّى شخصوا أبا القاسم محرِز بن إبراهيم، فمضوا لوجههم؛ حتى أتوا مدينة باربَد من بلاد الهند في سنة ستِّين ومائة.

وفيها تُوفّيَ معبد بن الخليل بالسند، وهو عامل المهديّ عليها، فاستعمل مكانه روح بن حاتم بمشورة أبي عبيد الله وزيره (١).

وفيها أمر المهديّ بإطلاق مَنْ كان في سجن المنصور، إلَّا من كان قبلَه تِباعة من دم أو قتل، ومَنْ كان معروفًا بالسعي في الأرض بالفساد، أو مَنْ كان لأحد


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>