للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكوفة وعَمرًا على مصر، فتكون أنت بين لَحيَي الأسَد! فعزلَ عبد الله، ستعمَلَ المغيرةَ بن شعبة على الكوفة، وبلغ عمرًا ما قال المغيرة لمعاوية، فدخل عمرو على معاوية فقال: استعملتَ المغيرةَ على الكوفة؟ فقال: نعم، فقال: أجَعلتَه على الخراج؟ فقال: نعم؛ قال: تستعمل المغيرةَ على الخراج فيغتال المالَ، فيذهب فلا تستطيع أن تأخذ منه شيئًا؛ استعمِل على الخراج مَن يَخافك ويهابُك ويتّقيك. فعزل المغيرةَ عن الخراج، واستعمله على الصّلاة، فلقيَ المغيرةُ عمرًا فقال: أنت المشيرُ على أمير المؤمنين بما أشرتَ به في عبدِ الله؟ قال: نعم؛ قال: هذه بتلك؛ ولم يكن عبدُ الله بنُ عَمرو بن العاص لمضى فيما بلغني إلى الكوفة ولا أتاها (١). (٥: ١٦٥/ ١٦٦).

[ذكر ولاية بسر بن أبي أرطاة على البصرة]

وفي هذه السنة غلب حُمران بن أبان على البَصْرة، فوجّه إليه معاوية بُسرًا، أمره بقتل بني زياد.

ذكر الخبر عمّا كان من أمره في ذلك:

حدّثني عمر بن شبّة، قال: حدّثني عليّ بن محمد، قال: لما صالح الحسن بن عليّ عليه السلام معاويةَ أوّل سنة إحدى وأربعين، وَثَب حُمران بن أبان على البصرة فأخذها، وغلب عليها، فأراد معاوية أن يَبعث رجلًا من بني القَيْن إليها، فكلّمه عبيدُ الله بن عباس ألّا يَفعل ويبعث غيره، فبعث بُسر بن أبي أرطاة، وزعم أنه أمرَه بقتل بني زياد (٢). (٥: ١٦٧).

فحدثني مَسلمة بن مُحارب، قال: أخذ بعض بني زياد فحبسه - وزياد يومئذ بفارس، كان عليّ عليه السلام بعثَه إليها إلى أكراد خرجوا بها، فظَفر بهم زياد، وأقام بإصْطَخْر - قال: فركب أبو بكْرة إلى معاوية وهو بالكوفة، فاستأجَل بُسرًا، فأجّله أسبوعًا ذاهبًا وراجعًا، فسار سبعة أيام، فقتل تحته دابّتين، فكلّمه، فكتب معاوية بالكفّ عنهم.


(١) إسناده ضعيف جدًّا وفي متنه نكارة وطعن في عدالة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
(٢) إسناده معضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>